بينما تتواصل الجهود من أجل إيقاف إطلاق النار فى غزة، تستمر إسرائيل فى ارتكاب المجازر يومياً، وبينما تقول كل المصادر إن المحادثات الجارية فى الدوحة تحقق تقدماً حتى إن الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب قرر إرسال مبعوثه الخاص للمنطقة «ويتكوف» للمشاركة فى المباحثات التى تجرى فى الدوحة، واستبق المبعوث سفره بالحديث عن نتائج طيبة حققتها المباحثات،.. ومع ذلك مازال ترامب شخصياً يكرر تهديداته بتحويل المنطقة إلى «جحيم» إذا لم يفرج عن الرهائن قبل موعد تنصيبه فى ٢٠ يناير، ودون أن يقول كلمة عن إيقاف المجازر التى تتواصل ضد الفلسطينيين!!
«الجحيم» موجود بالفعل مع جرائم الاحتلال الإسرائيلى فى كل أرض فلسطين، ومع تدمير كل أسباب الحياة فى غزة، ومع استشهاد ١٥ ألف طفل من بين ٤٦ ألف شهيد فلسطينى فى القطاع منذ بدأت حرب الإبادة قبل ٤٦٠ يوما(!!) و«الجحيم» موجود بالفعل مع حصار الجوع وقصف المستشفيات وحرق الخيام بمن فيها من نازحين (!!) و»الجحيم» موجود مع تواطؤ قوى دولية لكى تستمر الإبادة الجماعية ولكى ينجو مجرمو الحرب من العقاب، ولكى يستمر تدفق السلاح لإسرائيل بدلاً من تطبيق القانون وإيقاف الجريمة «الكبرى»!!
لهذا لا يبدو تكرار التهديد بـ «جحيم ترامب» أمراً مجدياً فى إنجاز اتفاق يعرف الجميع أنه كان متاحاً منذ شهور وأن من عطله وعطل كل اتفاق هو نتنياهو. ما سيكون مجدياً أن يكون إرسال ترامب لمبعوثه للمشاركة فى جولة المحادثات الحالية دافعاً لإيقاف لعبة نتنياهو شراء الوقت بالتفاوض ثم نسف كل ما يتفق عليه.. وأظن أن الضغوط الداخلية المتزايدة على نتنياهو لإيقاف الحرب قد أصبحت أقوى من قدرته على المراوغة خاصة أن المؤسسة العسكرية المنهكة تريد إيقاف استنزافها، وحزب نتنياهو نفسه ترتفع فيه الأصوات المعارضة لمراوغات نتنياهو التى أفسدت كل محاولات الاتفاق السابقة بعد أن كانت متاحة!!
الجحيم موجود مع حرب الإبادة، ومع احتلال نازى يمارس كل الجرائم ضد الإنسانية .. إيقاف الجحيم هو المطلوب والفرصة متاحة إذا أدرك نتنياهو أنه لم يعد هناك وقت للمراوغة وإذا سمع من الداعمين أن عليه أن يتوقف!!