وحى القلم

الصحافة بين الواقع والمأمول

صالح الصالحى
صالح الصالحى


تعتبر الصحافة من أهم أدوات تشكيل الرأى العام ونقل المعلومات والبيانات وتعزيز الشفافية والمساءلة.. كما تساهم بشكل أساسى فى بناء المجتمعات الحديثة، فهى مرآة الواقع.

شهدت الصحافة على مر العصور تحولات كبيرة، حيث انتقلت من الوسائل التقليدية إلى الوسائل الرقمية الحديثة التى تعتمد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى.. كما ساهم تقدم التكنولوجيا بشكل فعال فى تغيير الصحافة وأثر على طريقة تقديم الأخبار والمعلومات.

تواجه الصحافة بأشكالها المختلفة العديد من التحديات التى تؤثر على مصداقيتها ودورها فى المجتمع، «مع الوضع فى الاعتبار أن الصحافة التقليدية هى الأكثر مصداقية حتى الآن».

ومن أبرز ما يواجه الصحافة من صعاب وعقبات انتشار الأخبار الزائفة والمضللة، وهو ما يشكل تهديداً كبيراً لمصداقية الصحافة، هذا بالإضافة إلى الصحافة الموجهة التى تحرف الأخبار لصالح أجندات معينة.

وتعانى الصحافة التقليدية من الضغوط الاقتصادية، بسبب تراجع الإيرادات والإعلانات مما أجبر العديد من المؤسسات الصحفية على تقليص حجم العمل.. وأثر سلباً على جودة المحتوى. بالإضافة إلى أن الصحافة الرقمية أصبحت تركز على الربح من خلال جذب الانتباه عبر العناوين المثيرة، والسرعة فى نشر الأخبار، دون التحقق من مصداقيتها، وتراجع التحليل العميق لها.. هذه الأمور وغيرها تقلل من قدرة الصحافة فى أداء دورها المأمول والمنتظر.

ورغم ذلك ما زال هناك أمل فى مستقبل الصحافة، فالصحافة المدمجة تفتح آفاقاً جديدة للتواصل والمشاركة، وتتيح للصحفيين الوصول إلى جمهور واسع..

وتوفر فرصة الوصول إلى المعلومات بشكل أسرع وأكثر شمولاً.. كما أن التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى، والصحافة التفاعلية، والبيانات المهولة، قد تساهم فى تقديم محتوى أكثر تنوعاً ودقة.. أن المستقبل يتطلب التزاماً قوياً بالقيم الصحفية الأساسية مثل الموضوعية والنزاهة والتحقق من المعلومات.
كما أن تكامل التكنولوجيا مع العمل الصحفى التقليدى يمكن للصحافة أن تواصل دورها الحيوى فى المجتمع، وتكون قوة فاعلة فى نشر المعرفة ودعم الحريات.

وفى النهاية يجب أن تتمسك الصحافة بجذورها لتقديم الحقيقة بشكل موضوعى وشفاف، وأن تعمل على تعزيز دورها كحارس للعدالة وحقوق الإنسان.