بدون تردد

القضايا القديمة والعام الجديد

محمد بركات
محمد بركات



أحسب أننا لا نأتى بجديد الآن إذا ما قلنا بانحسار وندرة المؤمنين بذلك التصور الخاطئ، الذى كان سائداً لدى البعض فى زمن مضي، بأنهم سيرون فى كل عام جديد نهاية للمشاكل التى واجهتهم والقضايا التى فرضت نفسها عليهم طوال العام السابق الذى فارقهم إلى غير رجعة.

وأعتقد أن حسن النية أو قلة الخبرة الحياتية أو الاثنين معا، كانا هما الأسباب وراء هذا التصور أو ذلك الاعتقاد الخاطيء، الذى لم يعد له مكان فى عالم اليوم بأى حال من الأحوال.

وفى ضوء ذلك علينا أن ندرك، أنه على الرغم من انتهاء العام الماضى «٢٠٢٤» إلا أن ذلك لا يعنى على الإطلاق اننا سنرى فى عامنا الحالى «٢٠٢٥» نهاية لمشاكلنا وقضايانا، التى واجهناها وعانينا منها طوال العام المنصرم على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضا.

ولو كانت كل الأمنيات تتحقق بمجرد طلبها، لطلبت كل الشعوب وكل الناس وتمنوا الدخول للعام الجديد وهم أكثر تحررا من كل المشاكل والقضايا التى أثقلت عليهم وعانوا منها طوال العام الذى سبقه.

ولتمنينا نحن أيضا الخلاص من كل المشاكل والتحرر من كل القيود، التى عاقت حركتنا وقيدت نمونا وعاقت انطلاقنا نحو التقدم والتنمية الشاملة والإنتاج الوافر والتصدير الجيد والمتزايد،...، ولتمنينا كذلك أن نتمكن فى عامنا هذا من التغلب على كل المشاكل ونعالج جميع السلبيات والمعوقات.

ولو كانت كل الأمنيات تتحقق بمجرد طلبها، لطلبنا بالتأكيد وبإصرار كامل انتهاء الحرب اللا إنسانية والإجرامية الإسرائيلية على غزة ووضع نهاية للعربدة الإسرائيلية بالمنطقة، ووقف عدوانها المستمر على لبنان وانسحاب قواتها المحتلة من الجولان وكل الأراضى السورية.

ولكن ذلك لا يحدث ولن يحدث بمجرد التمني،...، وعلينا أن ندرك أن طبيعة الأشياء، وأن الحقيقة والواقع يؤكدان انتقال جميع القضايا والمشاكل والموضوعات القديمة، من العام الماضى إلى العام الحاضر،..، وتلك سنة الحياة.