عادت »كامالا هاريس» نائبة الرئيس الأمريكى بايدن إلى دائرة الضوء فى مشهد درامى من الدرجة الأولى »هاريس» التى انهزمت أمام ترامب فى المنافسة الأخيرة على رئاسة أمريكا كانت تواجه سؤالاً مثيراً حول ما إذا كانت ستذهب لترأس جلسة »الكونجرس» التى تعلن فيها نتيجة الانتخابات الرئاسية بصورة رسمية أم ستعتذر؟! »هاريس - بلا تردد- ذهبت لترأس الجلسة وتعلن فوز المرشح الجمهورى »ترامب» على المرشحة الديموقراطية كامالاهاريس، ولم تنس أن تذكر الجميع بأن ما فعلته هو ما يجب أن يكون أمراً مسلماً به فى دولة ديموقراطية تقوم على الإنتقال السلمى للسلطة!!
إجراءات إعلان فوز ترامب من الكونجرس مرت بسلاسة، ولم تستغرق أكثر من نصف ساعة ورغم المناخ العاصف حضر الديموقراطيون ومرروا الاجراءات بسهولة، وسجلوا -بلاشك- نقطة هامة فى سجلهم السياسى لدى جماهير استحضرت نفس المشهد قبل أربع سنوات، وترامب مازال فى البيت الأبيض يرفض الاعتراف بهزيمته أمام بايدن، وأنصاره يقتحمون الكونجرس لمنع الأعضاء من اعتماد النتيجة ويحاولون الاعتداء على نائب الرئيس »مايك بنس» الذى التزم بواجباته الدستورية ورفض أوامر رئيسه بعرقلة الإقرار بفوز بايدن!!
المفارقة بين ما حدث بالأمس، وما حدث قبل أربع سنوات كانت حاضرة بشدة فى المشهد الذى فتح الباب رسمياً لعودة ترامب للبيت الأبيض فى ٢٠ يناير، ومع ذلك سيظل اقتحام الكونجرس يلقى بظلاله على التجربة الديموقراطية الأمريكية طويلاً.
وصحيح أن فوز ترامب الساحق فى الانتخابات أوقف محاولات محاكمته باعتباره مسئولاً عن تحريض أنصاره على ما فعلوا، لكن ترامب يصر على أن أنصاره أبرياء، بل ويعتبرهم أبطالاً كانوا يدافعون عن الديمقراطية »!!» وهو لم يكتف بالاعلان عن عزمه العفو الرئاسى عن الذين أدانهم القضاء فى هذا الحدث فور دخوله البيت الأبيض، بل يخوض محاموه معركة قانونية من أجل السماح لهم بحضور احتفالات تنصيبه فى واشنطون، وهوما يرفضه القضاء حتى الآن على اعتبار أنهم مازالوا يمثلون خطراً على الأمن فى العاصمة!!
المهم بالنسبة لترامب أن الإقرار الرسمى من الكونجرس بفوزه الساحق قد تم، وأن ملفات القضايا التى كانت تطارده تغلق تباعاً، وإن بقى ينتظر الحكم فى قضية شراء صمت الممثلة الإباحية الذى قرر القاضى أن يصدره بعد غد، بينما يناضل الفريق القانونى لترامب من أجل تأجيله حتى لا يلقى بظلاله على احتفالات العودة للبيت الأبيض!!