أحزنني مثل جميع المصريين نبأ رحيل الفنان الشعبي الكبير أحمد عدوية صاحب الصوت الجميل وصاحب زحمة يا دنيا زحمة ويا بنت السلطان وقرقشندى دبح كبشه.
عندما ظهر عدوية لأول مرة قامت الدنيا ولم تقعد وتبارى النقاد فى انتقاده وسلبيات ما يقوله على الفن الشعبى الذى كان رواده فى ذلك الوقت عبد العزيز محمود ومحمد عبد المطلب ومحمد رشدى ومحمد العزبى لكن عدوية رويدا رويدا تسلل للقلوب بصوته وكلماته التى تعبر عن الشارع بعفويته وبساطته.
وبعد هوجة الرفض وسماعه من قبل كبار الملحنين الكبار بتأن أمثال محمد عبد الوهاب وبليغ حمدى ومحمد الموجي وكمال الطويل أدرك الجميع أن فى صوته طرب شعبى جميل وكلمات أغنياته رغم بساطتها لا تفسد الذوق العام بل أن عبد الوهاب وبليغ حمدى لحنا له لإيمانهما بإمكانيات صوته وحلاوته.
الآن وفى عصر المهرجانات بكلماتها الخادشة للحياء والمفسدة للذوق العام يحق لنا أن نحزن على عصر عدوية بل نشتاق إليه ونتأسى على كلمات أغانى المهرجانات وأسماء مطربيها ـ إذا صح إطلاق لقب مطربين عليهم - والقائمة عريضة أبرزها كزبرة وحمو بيكا وما على شاكلتهم وهم كثر.
الغريب أن يجد هؤلاء إقبالا يكاد يفوق المطربين بحق وحقيق بل كانوا سببا فى ابتعاد البعض منهم عن الساحة اكتفاء بما قدموه من فن راق وابتعاد عن الزفة الكدابة التى اختلقها أصحاب المهرجانات.
أتمنى من الجهات المختصة اتخاذ مواقف حازمة ضد هؤلاء الذين يشوهون القوى الناعمة المصرية التى كانت وستظل الرائدة عربيا وفى منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
حزن الشعب على أحمد عدوية نابع من كونه يمثل بحق آخر عنقود المطربين الشعبيين العظام الذين أحبهم الشعب وردد ألحان وكلمات أغنياتهم رغم بساطتها.. خالص العزاء لأسرته ونجله المطرب محمد عدوية الدارس المثقف والذى لازلت أراه خير امتداد لوالده.