خطة طموح نفذتها الدولة ولا تزال، لتطوير مصانع الغزل والنسيج التابعة لوزارة قطاع الأعمال داخل 7 محافظات، باستخدام أحدث التكنولوجيا وتأهيل العمالة من أجل استعادة الريادة مرة أخرى فى صناعة الغزل والنسيج، بعد أن عانت من الإهمال وعدم الصيانة خلال العقود السابقة.
ومع انطلاق خطة تطوير مصانع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة بتكلفة استثمارية تقدر بحوالى 1.1 مليار يورو، عاد الأمل من جديد لوقف نزيف الخسائر وتحقيق أرباح ومكاسب من عملية تشغيل المصانع، وتضمن تطويرًا للماكينات والمعدات والإنشاءات ورفع كفاءة البنية التحتية، بجانب إجراء عملية دمج للشركات التابعة لها من 31 شركة لتصبح 9 شركات فقط مع إنشاء شركة تابعة متخصصة فى عمليات البيع والتسويق.
واستحوذت شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى على 45% من مشروع تطوير مصانع الغزل والنسيج بالشركات التابعة للقابضة للغزل والنسيج، من حجم الأعمال والاستثمارات، حيث يتم إنشاء 5 مصانع جديدة، بعضها يعمل حاليًا، وتم الانتهاء من تأهيل وتطوير 3 مصانع أخرى، بجانب محطة الكهرباء.
اقرأ أيضًا | أحلام «نجم المنشية» والطفل محمد.. طالب نهارًا وشيف مساءً
المرحلة الأولى
وفيما يخص المرحلة الأولى من المشروع تم الانتهاء منها والتى تمت داخل شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وشملت تشغيل «غزل 1 وغزل 4 وتحضيرات النسيج 1 ومحطة الكهرباء» والتى تمثل 18% من إجمالى خطة التطوير، أما المرحلة الثانية فمخطط الانتهاء منها وتشغيل المصانع تدريجيًا حتى نهاية مايو 2025.
وتشمل إنجاز تطوير باقى مصانع شركة المحلة وهى: «تحضيرات النسيج 2-غزل 6 - النسيج - التفصيل - الصباغة»، وأيضًا مصنع غزل 2 بشركة شبين الكوم والتى تمثل 28% من إجمالى خطة التطوير وتم تنفيذ حوالى 40%، على أن يتم الانتهاء من المرحلة الثالثة فى أكتوبر 2025 لتشمل باقى الشركات الأخرى.
ويمثل إنتاج شركة المحلة 65% من إنتاج الشركات التابعة للشركة القابضة، ويوجد بها 14400 عامل، وتشكل نسبة تركيب المعدات بالمحلة 45%، فى حين تصل نسبة توريد المعدات إلى 85% أما الإنشاءات فتصل نسبة الإنجاز بها إلى 73%، ومستهدف أن تصل الطاقة الإنتاجية للغزل فى المحلة بعد التطوير 40 ألف طن سنويًا مقابل 17.5 ألف طن حاليًا.
والنسيج متوقع أن يصل إلى 52 مليون متر سنويًا مقارنة بـ 22 مليون متر الطاقة الحالية، أما الملابس الجاهزة فمستهدف أن ترتفع إلى 16.5 مليون قطعة سنويًا مقارنة بـ8 ملايين حاليا، أما الوبريات فمستهدف زيادتها إلى 115 ألف طن مقارنة بـ5 آلاف.
وأكد المهندس محمد شيمى وزير قطاع الأعمال العام، أن مصنع غزل 1 يحتوى على 376 ماكينة، والذى يُعد أكبر مصنع للغزل فى العالم، من حيث المرادن تحت سقف واحد والبالغ عددها 183 ألف مردن، حيث يقام على مساحة 62٫5 ألف م2، بطاقة إنتاجية 30 طنا فى اليوم من الخيوط الرفيعة التى تستخدم فى إنتاج الأقمشة عالية الجودة، على أن يتم تصدير المنتجات للخارج، بجانب توفير احتياجات السوق المحلي، بمتوسط إنتاج 1030 طنا شهريا، ومن المتوقع تحقيق مبيعات تتراوح ما بين 4.5:4 مليون دولار شهريًا.
وأضاف الوزير، أن مصنع غزل 4، والذى يعد أول مصنع يعمل ضمن خطة التطوير ينتج منذ العام الماضى، ويتم تصدير منتجاته لعدد من الدول أبرزها تركيا وألمانيا والبرتغال والمملكة العربية السعودية وأمريكا، لتوفير عملة صعبة، وتبلغ مساحة المصنع (24635 مترًا مربعًا بإجمالى عدد مرادن 71808 مرادن غزل كومباكت، وطاقة إنتاجية 15 طن غزل يوميًا، وبلغ متوسط الإنتاج 385 طنًا سنويًا، ووصلت الطاقة الإنتاجية للمصنع منذ بدء التشغيل فى سبتمبر 2023 إلى 2800 طن، بمبيعات 177 مليون جنيه للسوق المحلى و16.1 مليون دولار للأسواق الخارجية.
مستحضرات النسيج
وفيما يخص مصنع تحضيرات النسيج واحد أوضح الوزير أنه يوجد به 640 مردن تدوير «لإعادة تدوير كون الغزل»، بمتوسط إنتاج 26 طنًا شهريًا، بينما تقع محطة الكهرباء على مساحة 7 آلاف متر مربع بجهد 66/22 ك.ف قدرة 60 ميجاوات أمبير، ومن ضمن المرحلة الأولى أيضًا تطوير المصانع القديمة.
والتى شملت مصنع غزل 2 حيث تم زيادة عدد المرادن لتصل إلى 59 ألف مردن بدلًا من 49 ألف مردن بطاقة إنتاجية 182 طنًا شهريًا بدلًا من 104 أطنان شهريًا، كما تم تطوير مصنع نسيج 1 وزيادة عدد نول النسيج إلى 52 بدلًا من 40 بطاقة إنتاجية 152 ألف متر شهريًا بدلًا من 78 ألف متر، كما تم تطوير مصنع نسيج 3 وزيادة عدد أنوال النسيج إلى 48 بدلًا من 36، بطاقة إنتاجية 130 ألف متر شهريا بدلًا من 78 ألف متر.
وتابع الوزير، أن شركة المحلة شاهدة على تاريخ طويل من العمل والإنتاج والابتكار منذ عشرينيات القرن الماضى ورمز من رموز القوة الاقتصادية والتاريخية لصناعة الغزل والنسيج فى مصر التى تعد من أعرق الصناعات فى تاريخنا الوطنى، ونتطلع لأن نكون مركزًا إقليميًا ودوليًا لصناعة الغزل والنسيج بما يعزز من مكانتها الصناعية والاقتصادية على الساحة العالمية، فهذه الصناعة التى طالما كانت ركيزة أساسية فى الاقتصاد المصرى تكتسب اليوم دعماً غير مسبوق من الدولة فى إطار رؤيتها الشاملة لتعزيز الصناعة الوطنية وتحقيق قدر آمن من الاكتفاء الذاتى والتوسع فى الأسواق الدولية.
بتطوير البنية التحتية للمصانع
وكشف الوزير أن من أبرز ملامح هذا المشروع الاهتمام الكبير بتطوير البنية التحتية للمصانع وتحديث الآلات والمعدات وفقاً لأحدث التكنولوجيات فى العالم، وهذا التحديث التقنى يُحسن من جودة الإنتاج ويزيد من كفاءة التشغيل بما يضمن القدرة على تلبية احتياجات الأسواق المحلية والدولية بمستويات متقدمة من الجودة والإنتاجية.
وأكمل الوزير، أننا لا نعمل فقط على تجديد الآلات بل نقوم بتدريب وتطوير مهارات العنصر البشرى وتحسين بيئة العمل. فإن تطوير العاملين وتنمية مهاراتهم يمثل جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية التطوير حيث نركز على تحسين قدراتهم الفنية والإدارية حتى يكون لدينا فريق عمل مؤهل وقادر على مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق أهداف المشروع.
وتابع الوزير، أن صناعة الغزل والنسيج تشهد نهضة حقيقية بفضل دعم الدولة وبفضل التعاون بين القطاعين العام والخاص وهو ما سيسهم فى خلق بيئة اقتصادية جديدة قادرة على جذب الاستثمارات ودعم النمو المستدام، ونحن اليوم فى مرحلة جديدة من مراحل العمل الوطنى الذى نسعى فيه بكل قوة لرفع شعار «صناعة مصرية متقدمة» فى كافة مجالات الصناعة وفى مقدمتها الغزل والنسيج.
بداية واعدة
وأكد الوزير أن هذه المرحلة هى بداية لمستقبل واعد ومشرق للصناعة المصرية. ونحن جميعاً حكومة وشعباً نعمل يداً واحدة لتحقيق هذه الرؤية الوطنية، كما أن هذه الجهود المشتركة تمثل نموذجًا حيًا للتعاون والتكامل بين مختلف الأطراف، وقد أظهرت الإرادة الصادقة لجميع المعنيين فى هذا المشروع لتحقيق النجاح المنشود.
وأكمل الوزير، أننا على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالتحديات لكننا على يقين أن هذه المشروعات ستثمر فى رفع مستوى الإنتاجية وجودة المنتجات وستسهم بشكل كبير فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى مصر وتعيد لمصر ريادتها فى هذه الصناعة على المستويين الإقليمى والدولى.
احتياجات القطن
ومن جانبه أكد د. أحمد شاكر العضو المنتدب التنفيذى للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج، أن احتياجات الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج من محصول الموسم الحالى 600 ألف قنطار وتصل إلى 1.2 مليون قنطار بعد الانتهاء من خطة التطوير، ووصلت المساحة المزروعة خلال العام الجارى إلى 311 ألف قنطار، بمحصول متوقع يصل إلى 1.9 مليون قنطار قطن زهر، فى حين تصل احتياجات القابضة من القطن قصير التيلة 900 ألف قنطار زهر الموسم الحالى وتصل إلى مليون قنطار زهر بعد التطوير.
وكشف شاكر أن الطاقة الإنتاجية المستهدفة بمصانع الغزل والنسيج بعد انتهاء مراحل التطوير، بالنسبة للغزل مستهدف زيادتها من 29 ألف طن سنويًا إلى 133 ألف طن سنويًا، وبالنسبة للنسيج 25 مليون متر الطاقة الحالية سنويًا ومستهدف وصولها إلى 198 مليون متر بعد خطة التطوير، أما بالنسبة للملابس الجاهزة فمستهدف أن تصل إلى 40 مليون قطعة بالعام الواحد مقارنة بـ8 ملايين حاليًا.
أما الوبريات فمستهدف أن تصل إلى 115 ألف طن سنويًا مقارنة بـ5 آلاف طن حاليًا، فى حين تصل المبيعات المتوقعة خلال عام 2026 بعد اكتمال خطة التطوير، بالنسبة للغزول بقيمة 98 مليون دولار و20 مليون دولار للمنسوجات المنزلية والوبريات، و4 ملايين دولار للملابس الجاهزة، على أن يتم تصدير 70% من الإنتاج.