عمرو الديب يكتب: علامات العام

يمضى كغيره من العابرين على جسور الأزمنة ،ويطوى صفحاته، وسجله كسائر الأعوام بكل ما تحتضنه من ملامح وعلامات، وبشتى آثاره الإيجابية منها، والسلبية، المضيئة والمظلمة، والمنطفئة، والساطعة، فقد ظلت الشجرة تسقط أوراقها حتى تعرت تماما، ولم يتبق منها سوى بصمات على جدرانها نحاول أن نرصد أبرزها في اللحظات الأخيرة قبل الغروب على صعيد الثقافة العربية ،وتبرز البصمة الأولى -بلاجدال- كعلامة  جلية لايمكن أن تتخطاها العيون المتفرسة، والمتأملة فى المشهد الثقافى العربى.. حدث اكتمال المعجم التاريخى العربى فى ١٣٧ مجلدا، وهو انجاز شاهق جرى الإعلان عنه فى ختام معرض الشارقة الدولى للكتاب مؤخرا، فقد تحقق حلم العربية بعد عقود من تعثر الحلم حيث أصبح هناك أخيرا شهادة ميلاد، وسجل تاريخى لكل لفظة فى اللغة العربية منذ أقدم عصورها إلى اليوم، أما البصمة الثانية فهى تسريع وتيرة انجاز المعجم الكبير فى القاهرة، وهو المشروع الطموح الذى تتبناه مصر عبر مجمع عاصمتها للغة العربية ..أحد أعرق المجامع العربية، فقد صدرت ثلاثة مجلدات قبل انقضاء العام، وهى الخاصة بحروف الضاد، والطاء، والظاء، وقد دفع بالأجزاء الخاصة بكثير من الحروف المتبقية إلى المطبعة، أو إلى محطة المراجعة النهائية، وننتظر خلال العام الجديد الإعلان عن اكتمال المشروع المصرى الرائد، أما حلم العربية المرموق فى امتلاك دائرة معارف بلساننا العريق، تضم أصالة الماضى ،وزخم الحاضر، ووثبات المستقبل ،وحداثته فقد حمل لنا العام المودع الوعد بتحقيق حلمها، والبشرى بالبدء فى إنجازها عبر مشروعين عملاقين بالغى الطموح، أحدهما فى «الشارقة» بالإمارات العربية المتحدة، والآخر فى العاصمة القطرية «الدوحة» ليضافا إلى موسوعتين باهرتين أنجزتا، وصدرتا بالفعل منذ سنوات: اولاهما فى «الرياض» بالمملكة العربية السعودية، وثانيهما فى دمشق فى قلب سوريا الشقيقة .