كلام يبقى

بؤر جديدة للصراع

ممتاز القط
ممتاز القط


سوف تظل مصر هى الرقم الصعب ورمانة ميزان السلام بالمنطقة

إيران سوف تحتفظ بحق الرد ولكن لا أحد يعرف أو يحصى على من سيكون الرد؟!

هل يكون ضد إسرائيل التى وجهت ضربة موجعة للعديد من المنشآت العسكرية الإيرانية!! أم يكون الرد ضد الحكومة اللبنانية التى نجحت لحد كبير فى تقليم أظافر حزب الله الإيرانى الذى كان قد نصب نفسه كسلطة أعلى من كل السلطات اللبنانية.

أم يكون الرد على السلطة المؤقتة فى سوريا والتى سارعت بلملمة بقايا التواجد الإيرانى والذى كان فى حد ذاته أحد أسباب الانهيار السورى؟ هل يكون الرد ضد الولايات المتحدة وبريطانيا واللتين توجهان ضربات موجعة لجماعة الحوثى وهى إحدى الجماعات التابعة والممولة من إيران وكانت سببًا فى حالة الفوضى والانهيار الذى تعيشه الجمهورية اليمنية.

أتراه يكون ضد العراق والتى لا تزال تعانى من مؤامرات تقوم بها جماعات مسلحة تمولها وتنفق عليها إيران؟!

دعونا نتفق على أن المد الإيرانى قد شهد اندثاراً وتعرية لكل الدعاوى بامتلاك مقومات القوة التى كانت ستاراً تخفى به حقيقة أهدافها فى فرض الهيمنة على العديد من دول المنطقة وبث الفرقة والانقسام وتمويل العديد من الجماعات الإرهابية التى تعمل تحت مسميات كثيرة لكن مع هذا الفشل الذريع لا تزال إيران تحاول بشتى الطرق تحقيق أهدافها التوسعية فى المنطقة. لقد كانت إيران سبباً فى تدمير غزة وارتكاب إسرائيل للعديد من المجازر البشرية التى راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى والمصابين.

حدث ذلك من خلال اتفاقات مع بعض قادة حماس وإقناعهم بأنها سوف تفتح ترسانتها العسكرية لمد جماعات المقاومة الفلسطينية بكل احتياجاتها وهو الأمر الذى لم يتحقق بعد إحكام إسرائيل قبضتها على كل الطرق التى كانت تهرب بها الأسلحة إلى داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة.

رغم الهزيمة الساحقة التى منى بها حزب الله فى لبنان لا تزال إيران تحاول إعادة الساعة للوراء رغم قناعة الشعب اللبنانى وحكومته بخطورة عودة حزب الله فى لبنان إلى سابق عهده من الهيمنة على مؤسسات الدولة اللبنانية وهو الأمر الذى أدى إلى تنامى المطالبة برحيل القوى الإيرانية التى كانت تستبيح كل شىء فى لبنان.

لا شك أن تطورات الأحداث فى سوريا ومطالبة الإدارة الجديدة برحيل الإيرانيين قد أحدثت حالة من الارتباك فى الصف الإيرانى والذى منى بهزائم متلاحقة سواء فى غزة أو لبنان أو سوريا أو معاقل الحوثيين فى اليمن.

ويخطئ كثيراً كل من يعتقد أن هذه الهزائم قد تدفع الإيرانيين لتبنى سياسات جديدة تمنع تدخلهم السافر فى الشئون الداخلية لدول المنطقة.

يحدث ذلك فى الوقت الذى تمارس فيه واشنطن وإسرائيل سياسة العصا والجزرة مع إيران والذى حتماً سوف يدفعها إلى البحث عن مناطق أو مصالح جديدة تخدم به سياستها التوسعية وخلق بؤر جديدة للصراع.

إن أخشى ما أخشاه أن عيون إيران سوف تتجه إلى مناطق الثروة والنفوذ بدول الخليج العربية بعد أن فقدت كل أوراق اللعبة بالمنطقة ولاشك أن الولايات المتحدة وإسرائيل سوف تجدها فرصة سانحة.

للأسف الشديد إيران أصبحت أداة طيعة فى أيدى أمريكا وإسرائيل حتى إن بدت الصورة غير ذلك. إن المنطقة مؤهلة لحالة من عدم الاستقرار وهو ما يتطلب منا أعلى درجات الحرص والحذر من محاولات توسعة الصراع وحتماً سوف تظل مصر هى الرقم الصعب ورمانة الميزان فى السلام بالمنطقة.