مسبار باركر يحطم الأرقام القياسية ويصل إلى أقرب نقطة للشمس

جسم من صنع الإنسان يصل إلى الشمس
جسم من صنع الإنسان يصل إلى الشمس


حقق مسبار باركر التابع لوكالة ناسا إنجازًا تاريخيًا في ليلة عيد الميلاد، بعد أن أصبح أقرب جسم من صنع الإنسان يصل إلى الشمس، في حدث وصفه العلماء بأنه يعادل في أهميته الهبوط على سطح القمر.  

في الساعة 6:53 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، اقترب المسبار الذي يتحرك بسرعة تصل إلى 430,000 ميل في الساعة من سطح الشمس على مسافة 3.8 مليون ميل فقط. ومن خلال هذه الرحلة، مر المسبار عبر الغلاف الجوي الخارجي للشمس الذي يعرف بـ "التاج"، وهو مصدر العواصف الشمسية التي قد تؤثر بشكل كبير على الأرض.  

على الرغم من أن المسبار تعرض لدرجات حرارة تصل إلى 1,800 درجة فهرنهايت، إلا أن الدرع الحراري المصمم خصيصًا له استطاع تحمّل هذه الظروف القاسية. العلماء في وكالة ناسا سيحتاجون إلى الانتظار حتى يوم الجمعة لتأكيد نجاح المهمة، إذ سيفقدون الاتصال بالمسبار لفترة بسبب قربه الشديد من الشمس.  

وفي تعليق له، قال توماس زيربوكن، رئيس قسم العلوم السابق في ناسا: "إن إنجاز مسبار باركر يعد تاريخيًا ومهمًا بنفس القدر مثل الهبوط على القمر". من جانبه، أضاف نيك بينكين، مدير عمليات المهمة في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز، أن هذا هو أول مرة يمر فيها جسم من صنع الإنسان بالقرب من نجم بهذا الشكل، مما يعني أن البيانات التي سيجمعها المسبار ستكون من أراضٍ غير مكتشفة.  

تعد هذه الرحلة الأولى من بين ثلاث رحلات قريبة للغاية للمسبار، مع رحلتين أخريين في مارس ويونيو من عام 2025. وتم إطلاق المسبار في أغسطس 2018 من قاعدة كيب كانافيرال، وبدأ رحلته التي تبلغ 93 مليون ميل إلى الشمس.  

من خلال هذه المهمة، يأمل العلماء في جمع بيانات دقيقة عن التاج الشمسي، في محاولة لفهم أفضل للظروف التي تؤدي إلى العواصف الشمسية التي قد تشكل تهديدًا للأرض.