لا أعتقد بوجود تجاوز للواقع إذا ما قلنا بصعوبة إن لم يكن غيبة التوقع بنهاية قريبة للمأساة اللاإنسانية الجارية فى قطاع غزة حاليا، حيث عمليات الدمار الشامل وجرائم الإبادة الجماعية دائرة على مدار الساعة ليل نهار، فى ظل العدوان الإسرائيلى المستمر الذى دخل شهره الرابع عشر، دون هوادة ودون رادع أو مانع وسط عجز دولى مخز ومؤلم.
وصعوبة التوقع تلك تعود فى حقيقتها إلى ما ظهر وتأكد طوال الشهور الماضaية على بدء العدوان، فى أكتوبر العام الماضى وحتى الآن، من تصرفات ومواقف كل المسئولين فى حكومة التطرف الإسرائيلية، ابتداء من «بنيامين نتنياهو» وانتهاء بقادة الجيش ومرورا بكل أعضاء الحكومة الإرهابية، التى تؤكد رغبتهم العارمة والمريضة فى الانتقام والقتل والتدمير والإبادة الجماعية للفلسطينيين فى غزة وكل الأراضى الفلسطينية.
وأحسب انه لا مبالغة على الإطلاق فى القول، بأن كل المواقف والتصرفات الإسرائيلية، تؤكد ان الدافع الرئيسى والأساسى الآن وطوال العام الذى انقضى على الحرب الإجرامية، هو الانتقام من كل الشعب الفلسطينى وقتل كل أهالى ومواطنى غزة وتدمير وإزالة كل مظاهر الحياة فى القطاع.
وفى ظل هذه الحالة من الخلل المسيطرة عليهم منذ أكتوبر العام الماضى، تحت تأثير «طوفان الأقصى» الذى جرف فى طريقه كل دعاوى التفوق والمنعة والقوة التى كانوا يدعونها قبل وقوعه، انتابتهم حالة من الجنون الانتقامى والرغبة فى القتل والتدمير لكل الفلسطينيين.
وتحت تأثير ذلك لا توجد رغبة حقيقية لديهم للاستجابة إلى نداءات وقف إطلاق النار، والمساعى والمحاولات الرامية لإنهاء عمليات القتل والإبادة الجماعية والمذابح ضد الشعب الفلسطينى.
وللأسف تشير كل الدلائل إلى غيبة الرغبة الإسرائيلية الصادقة لوقف الجرائم التى ترتكبها، مادامت تتمتع بالحماية والمساندة والدعم الأمريكى غير المحدود، بحجة وذريعة حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها.. ومادامت أمريكا مستمرة فى تجاهلها لحق الفلسطينيين تحت الاحتلال فى الدفاع عن أنفسهم والسعى للاستقلال والتحرر وتكوين دولتهم الفلسطينية المستقلة.