بعد الاختصار

فرصة كل ١٠٠ عام

عمرو جلال
عمرو جلال


لكن اليوم والجيش الإسرائيلى على بعد خطوات منهم لا نرى ولا نسمع منهم أحدا..علامات استفهام عديدة تحتاج للتوضيح ودروس تحتاج للتذكير حتى لا ننسى ما فعلوا.

خرج اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮوسى يوم الخميس الماضى لينفى الكثير بعد السقوط فى دمشق.. بوتين أصر على أن ﺑﻼده ﻟﻢ ﺗﻬﺰم فى ﺳﻮرﻳﺎ وأﻧﻬﺎ ﺣﻘﻘﺖ اﻷﻫـــــــﺪاف اﻟـــﺘـــﻲ دﻓـــﻌـــته ﻟــﻠــﺘـواجد اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮى بها.. كل ما قدمه الرجل مبررات لا تنفى أن موسكو فقدت سطوة بمنطقة مهمة أنفقت عليها الكثير لدعم قواعدها العسكرية داخل الشرق الأوسط وإفريقيا.
 الهدف كان تقديم روسيا نفسها كإحدى القوى العالمية الفاعلة.


 أهم ما كشف عنه بوتين فى حديثه أنه قال بلا مواربة إن المستفيد اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻣﻤﺎ ﺟﺮى فى ﺳﻮرﻳﺎ هو إسرائيل أولا.
 ولم لا وهى حتى ساعات الأمس لا تزال دباباتها تتوغل فى العمق السورى حتى وصلت إلى منطقة نهر اليرموك الذى ينبع من بحيرة فى محافظة درعا والذى يعد المصدر المائى الرئيسى الذى يغذى الأراضى الزراعية ويوفر مياه الشرب لمناطق عديدة فى سوريا، بالإضافة إلى شمال الأردن.


 الصمت السورى عميق وغير طبيعي.


 نتفهم أن بناء سوريا وتوحيدها هو الأهم الآن لكن أين صرخة احتجاج أو مقاومة شعبية من سكان تلك القرى التى يتم اقتحامها ومطالبة سكانها بتسليم أسلحتها بل والاستيلاء على منابع المياه المهمة بها.
 أيعقل كل هذا يمر بدون طلقة واحدة تدافع على استحياء.
 كل المؤشرات تؤكد أن ﺑــﻨــﻴــﺎﻣــﲔ ﻧــﺘــﻨــﻴــﺎﻫــﻮ يراوغ ويكذب وهو يقول كل يوم ﺑــﺄن اﻻﺣــــﺘــــﻼل اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪ ﻟــــﻸراﺿــــﻲ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ هو إﺟــــــــــﺮاء ﻣــــﺆﻗــــﺖ ﻟــــﻐــــﺮض ﺣـــﻤـــﺎﻳـــﺔ أﻣـــﻦ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻣــﻦ ﻫﺠﻤﺎت المتطرفين ﺧــﺼــﻮﺻـًا ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ ﻗـــﺎم ﺟﻴﺸﻪ ﺑـــمسح اﻟـــــﻘـــــﺪرات اﻟـــﺪﻓـــﺎﻋـــﻴـــﺔ والهجومية للجيش السوري.


 تسفى عاوز اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﺳــﺒــﻖ ﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ واﻷﻣﻦ فى اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ اﻹﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻠـــﻲ قال فى تصريحات مسجلة إن ما يحدث فى سوريا هو ﻓـــﺮﺻـــﺔ ﻻ ﺗــﺤــﺼــﻞ إﻻ ﻣــــﺮة واﺣــــــﺪة ﻛــﻞ ﻣــﺎﺋــﺔ ﺳــﻨــﺔ واﻻﺳــﺘــﻴــﻼء على المنطقة اﻟﻌﺎزﻟﺔ فى ﻫﻀﺒﺔ اﻟﺠﻮﻻن واﻟﺴﻴﻄﺮة على ﺟﺒﻞ اﻟﺸﻴﺦ كانت أحلاما ولم نتوقع اﻧﻬﻴﺎر ﻧــﻈــﺎم ﺑــﺸــﺎر اﻷﺳــــﺪ ﺑــﻬــﺬه اﻟــﺴــﺮﻋــﺔ، وﻟــﻢ نتخيل أننا نستطيع تدمير قدرات سوريا العسكرية دون أن نتعرض ﻟﻄﻠﻘﺔ واﺣـــــﺪة.. وبالأمس كشفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن عدد الجنود الأمريكان الذين ينتشرون حاليًا فى سوريا هم ألفا جندى وليسوا ٩٠٠ فقط كما كانوا يؤكدون فى كل مرة يتم سؤالهم فيه عن أعدادهم؟!.. أما عن مهمة هذه القوات كما يقول البنتاجون فهى هزيمة بقايا التنظيم الإرهابى داعش!!.


مما قرأت
حقًّا إنَّ المخاوف كثيرة، الظلمات مُحْدِقة، ولكن الله رحمن رحيم، ينشُر عنايته الإلهية، فتُحيط بكل شيء، وقد يَسَّرَ لنا مفتاح الأمن والأمان، بالآية نتلوها، بالصلاة نُقيمها، بالصوم نتقرَّب به إليه، فتصفو الدنيا وتحلو، وتهَب الخير والبركة، ويتقهقر إبليس وجيوشه.
نجيب محفوظ ـ رواية القرار الأخير