فى الشارع المصري

«وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ»

مجدى حجازى
مجدى حجازى


أعجبنى «بوست» نشره الصديق المهندس محمد الصفتى على صفحته بالـ «فيس بوك»، جاء فيه:

(يخطئ من يظن أن عمل الخير الذى يفعله أى منا فى حياته، قد يضيع هباءً.. تلك حقيقة يؤكدها قول الله تعالى فى محكم آياته: ﴿وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ «البقرة:272»، قال عطاء الخراسانى: يعنى إذا أعطيت لوجه الله، فلا عليك ما كان عمله، وهذا معنى حسن، وحاصله أن المتصدق إذا تصدق ابتغاء وجه الله فقد وقع أجره على الله، ولا عليه فى نفس الأمر لمن أصاب: البر أو فاجر أو مستحق أو غيره، هو مثاب على قصده، ومستند هذا تمام الآية: ﴿وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ «البقرة:272»، والحديث المُخرج فى الصحيحين، من طريق أبى الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «قال رجل: لأتصدقن الليلة بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها فى يد زانية، فأصبح الناس يتحدثون: تصدق على زانية!، فقال: اللهم لك الحمد على زانية، لأتصدقن الليلة بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها فى يد غنى، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على غنى!، فقال: اللهم لك الحمد على غنى، لأتصدقن الليلة بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها فى يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على سارق!، فقال: اللهم لك الحمد على زانية، وعلى غنى، وعلى سارق.. فأتى فقيل له: أما صدقتك فقد قُبلت، وأما الزانية فلعلها أن تستعف بها عن زناها، ولعل الغنى يعتبر فينفق مما أعطاه الله، ولعل السارق أن يستعف بها عن سرقته».

وقال الله تعالى: ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ «البقرة:273»، وقوله تعالى: ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ «البقرة:273»، أى: الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء، من تعففهم فى لباسهم وحالهم ومقالهم.. وفى هذا المعنى على صحته، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس المسكين بهذا الطواف الذى ترده التمرة والتمرتان، واللقمة واللقمتان، والأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذى لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس شيئا.»، «حديث صحيح متفق عليه، رواه أحمد».

وقال الله تعالى: ﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ «سبأ:39»، جاء فى تفسير الطبرى لتلك الآية: «وما أنفقتم أيها الناس من نفقة فى طاعة الله، فإن الله يخلفها عليكم»).. «انتهى البوست».

 لنتدبر، ولنعتبر.. ولندعُ الله ألا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.. ولنثق بالله ونُكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد ﷺ حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. وأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. وأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.