تختلف الطرق التي يتبعها «مشايخ الطرق» في تربية طلابها ومريديها باختلاف مشاربهم واختلاف البيئة الاجتماعية التي يظهرون فيها، فقد يسلك بعض المشايخ طريق الشدة في تربية المريدين، ومنها كثرة الصيام والسهر وكثرة الخلوة والاعتزال عن الناس وكثرة الذكر والفكر.
وقد يسلك بعض المشايخ طريقة اللين في تربية المريدين فيأمرونهم بممارسة شيء من الصيام وقيام مقدار من الليل وكثرة الذكر، ولكن لا يلزمونهم بالخلوة والابتعاد عن الناس إلا قليلا. ومن المشايخ من يتخذ طريقة وسطى بين الشدة واللين في تربية المريدين.
وكثير منا لا يعرف أي معلومات «الساحة الجيلانية»، ونرصد من خلال التقرير التالي، التفاصيل الكاملة عن الساحة الجيلانية، ومؤسسها.
سميت «الساحة الجيلانية» بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ الجيلاني، مؤسس الطريقة الجيلانية، الذي يرجع نسبه لسيدنا الحسن حفيد النبي صلى الله عليه وسلم، فهو محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح جنكي دوست موسى بن أبي عبد اللَّه يحيى الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبد اللَّه بن موسى الجون بن عبد المحصن بن الحسن المثنى بن محمد الحسن بن علي بن أبي طالب.
اقرأ أيضا| الآلاف من أهالي الأقصر والصعيد يشيعون جثمان رائد الساحة الجيلانية بالأقصر
وظهرت الطريقة القادرية الجيلانية إلى جانب الطريقة الرفاعية العراقية مواكبة لها في قرن واحك وانتقلت من الفرات ودجلة إلى مصر في القرن السابع الهجري، ويعتقد المتصوفة أنّ انتشار الطريقة القادرية في مصر يعود إلى أحد أبناء عبد القادر الجيلاني، وهو عيسى بن عبدالقادر، صاحب كتاب «جواهر الأسرار ولطائف الأنوار».
وتنتشر الطريقة الجيلانية في العديد من البلدان مثل سوريا وتركيا والمغرب والجزائر وفلسطين ولبنان، وموزمبيق والكاميرون ونيجيريا والصين ودول الاتحاد السوفيتي السابق، كازخستان والبوسنه والهرسك، وغانا وإيران والسودان والنيجر ومالى وغينيا وتشاد وأفغانستان وباكستان والصومال وإندونسيا وماليزيا.
وتقوم الطريقة على الذكر الجهري في حلقة الاجتماع، والرياضة الشاقة بالتدريج في تقليل الأكل، والفرار من الخلق وسلوكهم، واستحضار جلال الله وعظمته؛ فبذلك تنقمع النفس وتتهذب، لأن التربية بالجلال أسرع للتخلص من الرعونات، وصفة الجلوس للذكر أن يجلس متربعًا، ويمسك بإبهام الرجل اليمنى ويضع يديه على ركبتيه فاتحًا أصابعها، ثم يشتغل بذكر الفناء والبقاء، كما ذكر الموقع الرسمي للصوفية.
ويؤمن أتباع الطريقة القادرية بعقيدة وحدة الوجود التي يدين بها عامة الصوفية، والاعتقاد بأنه بإمكان الصوفي رؤية الله في الدنيا، وذلك برفع حُجُب الكائنات عن قلبه، وذم الآخرة وطلاّبها، بدعوى أن مقصود الصوفية هو الوصول إلى الامتزاج بالوجود الإلهي.