«الساعات الذكية وأساور اللياقة».. مواد كيميائية خفية تهدد الصحة

الساعات الذكية وأساور اللياقة
الساعات الذكية وأساور اللياقة


في خضم الثورة التكنولوجية التي جلبت الساعات الذكية، وأجهزة تتبع اللياقة إلى حياتنا اليومية، أظهرت دراسة حديثة أن هذه الأجهزة قد تخفي خلف فوائدها الصحية تهديدات غير مرئية، فقد تبين أنها تحتوي على "مواد كيميائية أبدية"، قد تؤثر على صحة المستخدمين بشكل سلبي، بحسب ما جاء من إندبندنت.


"المواد الكيميائية الأبدية" في الأساور الذكية

كشفت دراسة نُشرت في مجلة Environmental Science & Technology Letters، أن العديد من أساور الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة تحتوي على مستويات مرتفعة من مركبات كيميائية تعرف بـ"المواد الكيميائية الأبدية"(PFAS)، وتعتبر هذه المواد، التي تتميز بخصائصها الطاردة للماء والدهون والعرق، شائعة الاستخدام في تصنيع المنتجات اليومية مثل الملابس والمنتجات الرياضية.

اقرا أيضأ|تقدر تشيل 10 خطوط| تفاصيل جديدة بشأن تشغيل خدمة إي سيم – eSIM في مصر


خطورة المركبات الكيميائية

أوضحت الدراسة أن الأساور المصنوعة من المطاط الاصطناعي المفلور (fluoroelastomers)، الذي يشتهر بمتانته، يحتوي على تركيزات مرتفعة من حمض بيرفلوروهكسانويك (PFHxA)، وهو مركب مرتبط بمخاطر صحية محتملة، والأكثر إثارة للقلق أن بعض الأساور التي لم يُعلن عن احتوائها لهذه المركبات أظهرت وجودها أيضًا، مما يشير إلى مشكلة واسعة النطاق تتعلق بتلوث المنتجات.


تفاوت في التركيز بين الأساور

وجد الباحثون، أن الأساور ذات الأسعار المرتفعة، التي تزيد عن 30 دولارًا، تحتوي على مستويات أعلى بكثير من المواد الكيميائية مقارنة بالأساور الأقل تكلفة، حيث بلغت التركيزات في بعض العينات أكثر من 16,000 جزء لكل مليار، وهى نسبة تتجاوز بكثير تلك الموجودة في منتجات أخرى مثل مستحضرات التجميل.


المخاطر الصحية

رغم أن الأبحاث حول تأثير هذه المواد ما تزال غير مكتملة، إلا أن دراسات أولية أشارت إلى إمكانية امتصاصها عبر الجلد عند الاستخدام المتكرر، ما يزيد من القلق هو الثبات البيئي لهذه المواد، حيث يصعب تحللها، مما يجعلها مصدرًا دائمًا للتلوث والمشاكل الصحية المحتملة.


توصيات الباحثين

حث الباحثون المستهلكين على اختيار أساور مصنوعة من السيليكون كبديل أكثر أمانًا، وقراءة وصف المنتجات بعناية لتجنب الأساور التي تحتوي على المطاط الفلوري، وأوصت المؤلفة الرئيسية للدراسة، أليسا ويكس، بتوخي الحذر من هذه المنتجات والبحث عن بدائل صحية ومناسبة.

بينما تمثل الأجهزة القابلة للارتداء تقدمًا كبيرًا في عالم التكنولوجيا والصحة، فإن اكتشاف "المواد الكيميائية الأبدية" فيها يسلط الضوء على الحاجة للتوازن بين الراحة والسلامة،يُنصح المستخدمون باتخاذ خطوات واعية في اختيار منتجاتهم لتجنب المخاطر المحتملة وضمان الاستخدام الآمن لهذه الأجهزة.