بدأت فعاليات اليوم الرابع من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، حيث تم انطلاق العرض المسرحي زينة.
ويحكي العرض عن قصة حب بين "خيرالله" و "الزينة" إلى تتويج هذا الحب بالزواج ولا ينغص هذا الحب سوى غيرة احدى الفتيات "ثريا" التي تحب خيرالله في صمت ولا ترى نظيرًا له وليس ثمة من يستحق الارتباط بها الا هو وسط تجاهل خيرالله واخلاقه في حبه لزينة التي هي ابنة عم صديق عمره ورفيقه الصدوق جاسر.
فلا تجد ثريا حلا لابعاد خير الله عن الزينة الابعمل ما يبعدهما ويفرق بينهما فكان الحل بمساعدة الشوافة وهي امرأة تساعد السيدات على التزين وتبيع لهن الأقمشة والملابس والعطور وتقرأ لهن الطالع أن تطلب الأمر تستخدم ثريا تلك السيدة للتواصل مع جاسر ابن عم الزينة للوقيعة بينه وخير الله بدعوى تشبيه ب الزينة شعرا وهو ما يعد عارا كبيرا يستلزم عدم زواج الفتاة ممن ذكرها في اشعاره .
وعندما يتقدم خير الله وأسرته لطلب يد الزينة من ابيها تحدث المفاجأة ويعلن جاسر تمسكه بحقه فى الارتباط بابنة عمه أو مايسمى "المسك" ودعمه العرف فلا يمكن تزويجها من خيرالله وتصبح علاقة خيرالله وجاسر موضع اختبار بينهما والأعراف الاجتماعية الحاكمة.
والعرض أعجب جميع المشاهدين للعرض في صحراء كهيف بالشارقة وكان التصفيق حاد من الكبار والصغار من روعة العرض .
اقرأ أيضًا : «الثقافة» تحتفي بمبدعي مصر في احتفالية يناير المقبل
وجدير بالذكر ان المسرح الصحراوي هو شكل فني يجمع بين جماليات البيئة الصحراوية والفن المسرحي، حيث تُقدَّم العروض في فضاءات مفتوحة وسط الكثبان الرملية وتحت سماء الصحراء، ودائماً ما يستوحي هذا النوع من المسرح عناصره من التراث البدوي، مثل الخيام، الموسيقى التقليدية، والقصص الشعبية، مما يمنحه طابعًا أصيلًا ومميزًا.
ومن أبرز التجارب التي تقدم المسرح الصحراوي هو مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، الذي وصل الآن لدورته الثامنة، وقدم خلال دوراته عروض من مختلف الدول العربية والتي تحاكي الصحراء وطبيعتها الخلابة، ويقيمه دائرة الشارقة برئاسة الفنان أحمد بو رحيمة.
ويسعى المهرجان إلى استثمار الصحراء كمصدر إلهام ثقافي وفني، حيث تصبح الرمال والكثبان والسماء المفتوحة خلفية طبيعية للعروض المسرحية.
ومن خلال هذا الإطار، يسير المهرجان في خطاه حيث يعمل على إحياء التراث الثقافي ويبرز القيم التقليدية وأساليب الحياة القديمة التي شكّلت جزءًا من هوية المجتمعات العربية، كما يجمع المهرجان فرقًا مسرحية من دول مختلفة، مما يتيح فرصة للتفاعل وتبادل الأفكار والخبرات الفنية.
وخلال العروض المقدمة نجد أن تلك العروض المسرحية مستوحاة من الصحراء، حيث تعتمد الفرق المسرحية على عناصر بيئية مثل الخيام والجمال والنخل والموسيقى البدوية لتقديم عروض تمثل البيئة الصحراوية بشكل واقعي، كما يُتاح للجمهور مشاهدة العروض تحت سماء الصحراء المفتوحة، ما يخلق تجربة بصرية وسمعية فريدة تعزز من تأثير العمل المسرحي، فنجد أن مهرجان المسرح الصحراوي يساهم في إبراز أهمية المسرح كأداة للتعبير الثقافي والحوار الحضاري، كما أنه يُعزّز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث، حيث يشجع الشباب على التفاعل مع قيم الأصالة من خلال وسيلة إبداعية وحديثة.
وفي النهاية نجد أن المهرجان يمثل إضافة مميزة إلى مشهد الفعاليات الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، إنه أكثر من مجرد حدث فني؛ إنه جسر يربط الماضي بالحاضر، ويعزز من التفاعل بين الثقافات، ليبقى المسرح الصحراوي شاهدًا على تناغم الفن مع الطبيعة والتراث.