قصف طرطوس السورية بقنابل زلزالية.. والتوغل الفاضح مستمر

سحابة عملاقة فى السماء إثر قصف قنابل زلزالية على طرطوس
سحابة عملاقة فى السماء إثر قصف قنابل زلزالية على طرطوس


كشف الاحتلال الإسرائيلى عن جانب من أبشع صور إرهابه أمس عندما دك مدينة طرطوس بالقنابل الزلزالية شديدة التدمير فى هجوم غير مسبوق على الساحل السورى، مكررا بذلك نمط الاستخدام المفرط للقوة الذى شهده قطاع غزة فى الأشهر الماضية.

وكشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، عن تفاصيل حول القنابل الزلزالية التى استخدمها جيش الاحتلال فى هجومه على منطقة طرطوس السورية، إذ أظهرت البيانات أن قوة الانفجارات كانت استثنائية، وسجلت أجهزة الرصد الزلزالى هزة بقوة 3 درجات على مقياس ريختر.

اقرأ أيضًا | تركيا تدعو لمنح السلطات الجديدة في سوريا فرصة.. داعش تقتل العشرات من جنود الجيش

ووفقًا للباحث العسكرى ريتشارد كوردارو، فإن موجات الانفجار انتقلت بسرعة تفوق ضعف سرعة الموجات الزلزالية الطبيعية، إذ تم رصدها من محطة قياس تبعد 820 كيلومترًا فى مدينة إزنيك التركية.

وتعيد هذه الضربات إلى الأذهان استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلى للقنابل الزلزالية، خلال عدوانه على لبنان فى حربه ضد حزب الله، إذ استخدمت هذه الأسلحة المدمرة لاستهداف المواقع المحصنة والمنشآت تحت الأرض، وتتميز هذه القنابل بقدرتها الفائقة على اختراق التحصينات وإحداث دمار هائل فى المنشآت العسكرية المحصنة.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على نطاق واسع لحظة الانفجار الهائل، إذ ظهرت سحابة عملاقة على شكل فطر تصاعدت فى السماء، تبعتها سلسلة من الانفجارات الثانوية القوية.

ويشير حجم الانفجارات الثانوية إلى نجاح القنابل الزلزالية فى الوصول إلى مخازن الأسلحة المدفونة بالمواقع العسكرية المستهدفة.

كما استهدف الاحتلال فى ضرباته أمس أكثر من 5 مواقع عسكرية من دير الزور إلى ريف دمشق، بينما واصلت إسرائيل توسعها فى الجنوب السورى من 3 محاور، ونفذ العدوان الذى وصف بالأعنف من بوارج حربية إسرائيلية ، كما استهدف الاحتلال أيضا 12 موقعاً لرادارات ودفاعات جوية ومستودعات أسلحة استراتيجية.

ووفقا للتقارير، توغلت اسرائيل بعمق 26 كلم من سفوح جبل الشيخ فى عمق ريف دمشق الجنوبى على امتداد الحدود مع لبنان، ومن الجهة الشرقية للجولان السورى المحتل وصل الاحتلال إلى نحو 12 كلم فى محافظة القنيطرة وريفها الشرقى.وباتت قوات الاحتلال على بعد 15 كلم من الطريق الدولية بين دمشق وبيروت، فإنّها سيطرت أيضاً على أهم المنابع المائية العذبة الموجودة فى جنوبى سوريا فى حوض اليرموك. وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل وإصابة سوريين فى المكان. ومن جهتها، دعت السفارة الأمريكية، التى استأنفت عملها فى دمشق بعد إغلاق لمدة عقد كامل، الأمريكيين إلى مغادرة البلاد فى أقرب وقت حيث لايزال الوضع الأمنى هشا والصراعات المسلحة واردة الحدوث فى أى وقت.

سياسيا، أعلن أحمد الشرع، القائد العام لإدارة العمليات العسكرية فى سوريا إلغاء التجنيد الإلزامى فى الجيش السورى، مستثنيًا بعض الاختصاصات ولفترات قصيرة، حسب وسائل إعلام سورية. وبشأن المهجرين، أكد «الشرع» أن إعادتهم إلى سوريا وبناء المنازل المهدمة على رأس أولوياته.

وكان الشرع قد بحث مع مبعوث الأمم المتحدة جير بيدرسون إلى سوريا ضرورة توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادى والسياسى لذلك. كما بحث الحاجة لإعادة النظر فى خارطة طريق وضعها مجلس الأمن الدولى فى 2015. من جهته، أكد مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، أمس، أن بيدرسون، أبلغ الشرع بأن المنظمة عازمة على تقديم جميع أشكال المساعدة للشعب السورى. وكان بيدرسون دعا فى الأيام الأخيرة إلى تنفيذ عملية انتقالية «جامعة» لتجنّب «حرب أهلية جديدة» فى سوريا.

وفى بروكسل، أعلنت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كايا كالاس عن إيفاد مبعوث أوروبى إلى دمشق لبدء التواصل مع النظام الجديد»، معلنة «أننا سنحدد فى اجتماع اليوم مستوى تعاملنا مع النظام الجديد فى دمشق».

وفى أنقرة، شدد وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، على أن تركيا لا تريد أن تكون هناك قوة متسلطة على الأخرى فى سوريا التى تتمثل فى محاولة دولة ما أن تحكم دول أخرى فى المنطقة باستخدام وكيل، أو أن تقوم جهة ما بتقديم الأموال من خلف الستار لحماية مصالحها مسبقا.