في عصر التكنولوجيا الحديثة، تمثل وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا كبيرًا من حياة المراهقين، لكن قلق الآباء يتزايد حول تأثير هذا الاستخدام على صحتهم النفسية، خاصة فيما يتعلق بالتفكير في الانتحار.
دراسة حديثة نشرتها منصة ميديكال إكسبريس توضح أن المدة التي يقضيها المراهقون أمام الشاشات ليست بالضرورة مرتبطة بأفكار انتحارية، بل الأهم هو نوعية التجارب التي يعيشونها أثناء استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، سواء كانت إيجابية أم سلبية.
اقرأ أيضًا | 5 خطوات لتحقيق النجاح المالي وجذب الثروة بسهولة
أجرى فريق البحث، بقيادة الدكتورة كارا هاميلتون، دراسة شملت 60 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، على مدار ثمانية أسابيع، طُلب من المشاركين إكمال استبيانات يومية وأسبوعية لقياس:
التجارب العاطفية الناتجة عن المحتوى الذي تعرضوا له "إيجابية أو سلبية".
الأفكار الانتحارية التي قد راودتهم خلال تلك الفترة.
مدة الوقت الذي قضوه على وسائل التواصل الاجتماعي يوميًا.
نتائج الدراسة:
في الأيام التي تعرض فيها المراهقون لتجارب سلبية متكررة على وسائل التواصل الاجتماعي "مثل التنمر الإلكتروني أو الشعور بالاستبعاد"، ارتفعت احتمالية ظهور أفكار انتحارية.
على العكس، التجارب الإيجابية "مثل المحتوى الداعم أو الملهم"ارتبطت بانخفاض احتمال ظهور هذه الأفكار.
لم يكن هناك دليل على وجود تأثير مباشر لمدة استخدام الشاشات على التفكير في الانتحار.
توصيات الباحثين:
شددت الدكتورة هاميلتون على أهمية مناقشة تجارب المراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من التركيز فقط على تقليل وقت الاستخدام.
أكدت الدراسة أن منع المراهقين من استخدام وسائل التواصل قد يحرمهم من تجارب إيجابية توفر الدعم النفسي وتحميهم من التفكير في الانتحار.
اقترح الباحثون تحسين ميزات الأمان على وسائل التواصل لتعزيز التواصل الإيجابي وتقليل المحتوى السلبي.
تكشف هذه الدراسة أهمية التركيز على جودة التجارب التي يخوضها المراهقون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من القلق بشأن مدة الاستخدام، الحوار المفتوح بين الآباء وأطفالهم حول تأثير المحتوى الذي يتعرضون له يمكن أن يكون خطوة رئيسية في دعم صحتهم النفسية،ومع تطور التكنولوجيا، يصبح دور صناع السياسات في تعزيز بيئة آمنة على المنصات الاجتماعية أمرًا بالغ الأهمية.