بعودة العلاقات المصرية التركية إلى طبيعتها وبعد الزيارات المتبادلة للرئيس رجب طيب إردوغان لمصر ثم زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتركيا، تواصلت مساعى المسئولين بالبلدين لتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لخدمة التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين.
وتشهد المنطقة الصناعية بمدينة العبور إحدى ثمار هذا التعاون المصرى التركى السورى بوجود إحدى قلاع صناعة المنسوجات التى نقلت نشاطها من سوريا إلى محافظة كهرمان مرعش التركية فى أعقاب الحرب الأهلية فى سوريا.
وبعد زلزال كهرمان مرعش عام 2023، قامت العائلة بنقل أحد مصانعها إلى مصر، ولا يزال هذا المصنع يواصل عملياته بنجاح فى منطقة العبور فى مجال الملابس الجاهزة، والذى حرص السفير التركى بالقاهرة على زيارته الأسبوع الماضى بصحبة بعض المسئولين المصريين ورجال الأعمال السوريين، والمصنع يعمل به 1200 عامل مصرى، والعديد من المديرين والمهندسين والحرفيين الأتراك. وبفضل الجودة العالية التى حققها بمساهمة المهندسين والعمال المصريين، أصبح المصنع ينتج الآن لعلامات تجارية رائدة عالميًا.
وطاقة إنتاج المصنع الإجمالية ممتلئة حتى مايو 2025 بسبب الطلبات التى تلقوها من جميع أنحاء العالم وأنهم لم يتمكنوا من قبول طلبات جديدة.
وهذا الاستثمار يعد مثالا للتعاون الاقتصادى والتجارى بين تركيا وسوريا ومصر وهنا العديد من رواد الأعمال السوريين مثل تاتارى، الذين جاءوا من سوريا إلى مصر، قدموا مساهمات كبيرة للاقتصاد المصرى وكانوا محل تقدير من قبل المجتمع.
وهؤلاء رواد الأعمال، وهم من أصول سورية، ولهم علاقات مع تركيا ومصر، ويتحدثون اللغتين التركية والعربية بطلاقة، لديهم تعاون قوى فى مختلف مجالات الاستثمار، وخاصة النقل والتجارة، فى إطار التكامل الاقتصادى بين البلدين.