دبلوماسيون: مصر تلعب دورا محوريا في الحفاظ على الأمن القومي

الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارة تفقدية للأكاديمية العسكرية المصرية ونادى الفروسية
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارة تفقدية للأكاديمية العسكرية المصرية ونادى الفروسية


أكد عدد من الدبلوماسيين على أهمية الرسائل التى أشار إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقائه مع مجموعة من رؤساء التحرير والإعلاميين، والتى تناول فيها جهود مصر الحثيثة للتوصل إلى حلول فيما يخص العديد من القضايا على الساحة العربية.

 وأضافوا أن مصر دائما تلعب دوراً مهماً فى خفض التصعيد ودعم الاستقرار فى دول المنطقة التى تشهد صراعات، كما أشاروا إلى أن أحد أهم توجهات السياسة الخارجية المصرية هو الحفاظ على الدولة الوطنية حتى لا تتحول الدولة لطوائف تتصارع، ويؤدى التطرف والتعصب إلى تفكك المجتمع وضياع تلك الدول، كما شددوا على أن مصر تسعى دائما ليس فقط للحفاظ على الأمن القومى المصرى ولكن الأمن القومى العربى والأفريقى وهى جزء منهما.

فى البداية، أوضح السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الحفاظ على وحدة الدول، أصبح من التوجهات الأساسية فى سياسة مصر خلال العشر سنوات الماضية، وهو الأمر الذى جدد الرئيس السيسى تأكيده أمس .

وأضاف حسن: «هناك تجارب حولنا جنوبا وشرقا وغربا مؤلمة لشعوب الدول الشقيقة سواء فى سوريا ولبنان وليبيا والسودان، تتحول الدولة لطوائف سواء دينية أو عرقية أو سياسية، وهذا يؤدى إلى استنزاف موارد الدولة سواء المادية أو البشرية فى صراعات داخلية، وفى ظل ذلك يكون هناك فساد وسوء إدارة وتدخلات خارجية، مما يفتح المجال لعديد من المشكلات تضاعف من الأزمة ولا تفيد فى حلها.

وتابع: لذا تأتى أهمية المطالبة بالوحدة الوطنية فى كل دول المنطقة، لأنه أمر مهم للغاية، أن يعمل الجميع لمصلحة بلادهم وحمايتها من التطرف الذى يهدد بتفكك المجتمع. حينما تتعصب طائفة وتعتبر أن لها مزايا أفضل من الجميع والقادرة على تولى الشئون العامة، هذا يؤدى لاستبعاد عناصر فعالة ويمكن أن تفيد المجتمع، فالمساواة القانونية والعدالة شىء أساسى يفيد الدولة.

اقرأ أيضًا | رئيس مجلس النواب: حل الأزمة السورية لا بد أن يكون سياسيًا بامتياز

دور فاعل

وشدد السفير رخا حسن على أن مصر تلعب دوراً فاعلا فى خفض التصعيد فى المنطقة فى حدود ما هو متاح وتطالب دائماً بحل القضايا العربية جميعها من خلال الحلول السلمية وقفا للقانون الدولى، واحترام حقوق الجميع، كما استنكرت ما تقوم به إسرائيل منذ أكتوبر 2023 حتى الآن، من اعتداء على شعوب وتدمير حياة شعوب وتهديد استقرار المنطقة، حيث تحتل مزيدا من الأراضى السورية واحتلال الجزء الجنوبى من لبنان، كل ذلك مخالف للقانون الدولى ومصر تطالب إسرائيل بأن تلتزم بالقانون الدولى.

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق: وإذا كانت إسرائيل تريد أن تعيش باستقرار مع دول المنطقة فكل الدول ترحب وفقا للمبادرة العربية 2002، أما إذا كان توجهها كما جاء على لسان رئيس وزرائها نتنياهو بأنه سيغير وجه الشرق الأوسط فهذا حديث لا يتناسب مع قوة إسرائيل الحقيقية وهى مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.

جمود المواقف

ويتفق معه فى الرأى السفير على الحفنى مساعد وزير الخارجية الأسبق، حيث أشار إلى أن أحد أهم الثوابت فى السياسة الخارجية المصرية ضرورة الحفاظ على الأمن القومى الوطنى والسعى لصيانة والحفاظ على الأمن القومى الإقليمى والذى يعتبر الأمن القومى المصرى جزءا منه سواء على مستوى المنطقة العربية أو القارة الأفريقية أو منطقة المتوسط أو البحر الأحمر.

وأضاف الحفنى: «نحن مدركون تماماً أن موقع مصر الجغرافى مرتبط بكثير من التحديات التى تجعل القيادة والمؤسسات فى مصر تتابع بشكل وثيق التغييرات التى تحدث حولنا، وللأسف الأوضاع على حدود مصر من الجهات المختلفة تشهد توترات شديدة أو جمودا فى الموقف وتعثر جهود تسوية العديد من الأزمات منها غزة والسودان وليبيا وسوريا والتوترات فى منطقة البحر الأحمر، ونتابع أيضا استهداف الثروات الطبيعية فى دول الجوار ومنطقة المتوسط وهى تحديات وأوضاع تثير الانزعاج والتوتر بشكل دائم وفى نفس الوقت لدينا من الثروات ما يتعين علينا حمايتها وصيانتها بالتالى كل هذا مرتبط بالأمن القومى المصرى وارتباطه بالأمن القومى الإقليمى والعربى والأفريقى.

وأكد الحفنى أن دور مصر فاعل ونشط ومؤثر سواء على المستوى العربى أو الأفريقى، فى التحذير من مخاطر استمرار حالة العنف والتوترات والأزمات التى لم يتم تسويتها حتى الآن، فكل ذلك يفرز بيئة تتسم بقدر كبير من الفوضى.

وأضاف: «مصر ليس لديها مطامع فى دول الجوار، ونسعى لإقناع الجميع بصدق التوجهات المصرية فى الحفاظ على القدر المتسنى من الاستقرار والأمن وهو ما نؤكد عليه دائما فى إطار المنظمات والمحافل الدولية، كما أن مصر تلعب الدور المنوط بها وهو ما يعكس المسئولية التى فرضها عليها موقعها الجغرافى المهم».

جهود مستمرة
ومن جانبه، قال السفير مدحت المليجى مساعد وزير الخارجية الأسبق إن جهود مصر للحفاظ على استقرار المنطقة مستمرة منذ القدم، ولها دور مشرف منذ أحداث 7 أكتوبر 2023 للحفاظ على حياة الفلسطينيين ومحاولات لوقف إطلاق النار والسعى المستمر لحث الجانب الإسرائيلى على الالتزام بقواعد الاشتباك والقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى ورغم ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات ومخططات التهجير إلا أن مصر لا تتوقف عن دعوتها لوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات وصولا لحل الدولتين.

وأوضح السفير مدحت المليجى أن ما يميز مصر عن الدول التى تشهد صراعات فى المنطقة هى وطنية المواطن المصرى والجيش الذى لا ينحاز لأى فصيل، بينما تشهد دول أخرى تدخلات خارجية وحروبا بالوكالة، وأشار إلى أن الوضع فى سوريا ضبابى، وقال: «حتى الآن لم نر إدانة صريحة وقوية لممارسات إسرائيل التى استولت على الجولان وغيره من الأراضى السورية». وشدد المليجى على أهمية تصريحات الرئيس السيسى، لأن التشرذم وعدم وحدة الموقف فى الدول التى تشهد صراعات يعرقل الوصول لأى تسوية.