آية محمد عبد المقصود
فنان سكندري من حي كرموز، لقب بـ”رائد فن البانتوميم في مصر”، و”تشارلي شابلن العرب”، وكان من أبرز هواياته تقليد الفنانين والمشاهير منذ الصغر، ودرس “البانتوميم” بالاتحاد السوفيتي، وقام بالتمثيل فيما يقرب من 100 عمل فني، بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات وفوازير، كما حصل على جوائز في “البانتوميم” من مختلف دول العالم.. إنه الفنان الكبير أحمد نبيل الذي يتحدث في حوار خاص لـ”أخبار النجوم” عن مسيرته الطويلة مع الفن..
- في البداية.. حدثنا عن فن “البانتومايم” الذي كان سفر تميزك؟
“البانتومايم” ليس التمثيل الصامت كما يزعم البعض، لكن كلمة “بانتومايم” مقسمة إلى جزئين، الأول “مايم” ويعني “التقليد” وليس تقليد نمطي للإنسان، لكن تقليد للنجار والحداد والدكتور وما إلى ذلك، وهذا يعود لثقافة وقدرات الممثل، وكلمة “بانتو” تعني الإنبهار، وبدأ هذا الفن منذ عصر الفراعنة، وكان منقوشا على جدران المعابد، وحاليا له معاهد متخصصة ومسارح أيضا في جميع أنحاء العالم، كما يسمو “البانتومايم” بالإنسان من خلال مشاهدته، ويفتح له آفاقا جديدة من خلال التخيل، كما يعد أداة للتعبير عن الأفكار والمشاعر والأراء عن طريق الحركة الإيحائية للجسم فقط، بينما التمثيل الصامت بدعة ظهرت منذ السينما الصامتة، لأنه لم يكن هناك صوت حينها، فأبتدعوا التمثيل الصامت، وأنا حاليا أقوم بتدريس فن “البانتومايم” من خلال عدد من الورش.
- متى كانت آخر ورشة لك؟
كانت ضمن فعاليات مهرجان شرم الشيخ للمسرح، والذي أقيم في نوفمبر الماضي، والمفاجأة أنه كان هناك تفاعل كبير من الطلبة.
- هل اختفي فن “البانتومايم” من مصر؟
بالفعل، لأسباب عديدة، والسبب الرئيسي عدم تعلمه في مصر، فدرست في الخارج، وقدمت أيضا عروض خارج مصر، فضلا عن صعوبته وصعوبة تعلمه وتقديمه، بالإضافة أنه ليس مجزي ماديا.
- هل ساعدك “البانتومايم” في التمثيل سواء في السينما أو المسرح؟
“البانتومايم” قاعدة الفنان للإنطلاق إلى التمثيل، والمخرج إلى الإخراج، لأنه فن يعلم الإحساس والتخيل، وساعدني كثيرا، خاصة في بداية مشواري الفني لأنه جعلني أعبر بشكل كبير عن الشخصية التي أقدمها، فلم أقدم بطولة مطلقة، لكن أزعم أن كل الأدوار التي قدمتها “معلمة” مع الجمهور حتى الآن، لهذا هذا الفن يعطي للفنان بصمة، خاصة به، وكنت أوظفه من خلال الدور، لكن للآسف هناك فنانين في الوقت الحالي لا يجيدوا التعبير بوجههم، وهم مجرد أداة تقوم بترديد الحوار، لذلك في جميع المعاهد الفنية خارج مصر وبالجامعة الأمريكية بالقاهرة، لا تمنح الشهادة إلا بعد الحصول على كورس “بانتومايم”، وأنا قمت بالتدريس بالجامعة الأمريكية، لهذا أعرف جيدا ما أقوله.
- بعيدا عن “البانتومايم”.. الكثير لا يعرف أنك كنت عضو من أعضاء “ثلاثي أضواء المسرح”.. حدثنا عن تلك الفترة في حياتك؟
بداية الكفاح بالنسبة لي، وكنا نقدم إسكتشات، وكان هناك مخرج اسمه محمد سالم أسس فرقة بالثلاثي سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، وانضممت لهم، وأسسنا فرقة “أضواء المسرح”، لكن اختلفنا مع المخرج محمد سالم وقمنا بعمل فرقة “ثلاثي أضواء المسرح”، وعندما توفى الضيف رشحت أن أكون العضو الثالث بالفرقة.
- من مثلك الأعلى فنيا؟
بالنسبة لـ”البانتومايم” مثلي الأعلى، هو النجم البريطاني تشارلي شابلن، وهو فيلسوف التمثيل الصامت.. أيضا رائد “البانتومايم” في فرنسا، النجم مارسيل مارسو، وفي التمثيل الأستاذ الكبير الفنان فؤاد المهندس.
- لماذا ابتعدت عن التمثيل؟ وهل هناك نية للعودة؟
ابتعادي عن التمثيل إحترام لنفسي، لأنني أملك تاريخ طويل لا أريد أن يضيع، فأنا وقفت أمام عمالقة التمثيل ومخرجين كبار، والآن هناك ممثلين ومخرجين على قدر كبير من الإحترافية، لكن ليس بقدر من عملت معهم، لهذا ليس هناك نية للعودة بعد 13 عام من التوقف، واعيش الآن أفضل أيام حياتي مع ورش “البانتومايم”.
- أخيرا.. ما رأيك في الأعمال الفنية التي تعرض حاليا؟
لا أتابع أعمال مصرية إلا بعض الأعمال التي يرشحها لي الأصدقاء، مثل مسلسل “الاختيار”، لكن هناك بعض الأعمال التي أراها عن طريق الصدفة ولا تمت للتمثيل بصلة، وأبطالها مجرد آلة ترديد، لهذا لا أشاهد أعمالا مصرية إلا نادرا.
اقرأ أيضا: أدواره ستظل عالقة في الأذهان.. الوطنية للإعلام تنعى الراحل نبيل الحلفاوي