«نتنياهو يكذب ولا يتجمل».. هذه هي النتيجة التي توصلت إليها صحيفة هآرتس الإسرائيلية حول مزاعم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن احتلال أراضٍ سورية إضافية بالتزامن مع انتهاء حكم بشار الأسد «مؤقت وليس دائماً».
وفي مقالة بالصحيفة، هاجم جدعون ليفي ما تفعله إسرائيل في الداخل السوري، مؤكدًا: «إسرائيل لم تدمر الجيش السوري فحسب، بل تقتطع مناطق سيادية سورية بحجم وعمق غير واضحين، لنترك جانباً الوقاحة التي لا تصدق، وسحق سيادة دولة أخرى بدون أي سبب، والاستخفاف بالقانون الدولي».
اقرأ أيضًا| «مشروع داود».. سر صمت العالم أمام ممارسات إسرائيل في سوريا
وتساءل ليفي، المعروف بهجومه العنيف على استمرار إسرائيل في احتلال الأراضي العربية: «ماذا لو اقتطعت سوريا كريات شمونة من إسرائيل؟»، لافتاً إلى أن الضرر الذي سيصيب إسرائيل من اقتطاع هذه المنطقة مؤكد.
وتابع: «هذا القضم الجغرافي سيكون ذريعة للحرب القادمة، مثل مزارع شبعا في الجولان، فإن احتلال إسرائيل لن يكون مؤقتاً أبداً. لا يوجد ما هو أكثر خلوداً منها، ونهايتها ستشكل داءً لا يتعافى».
غارات تستهدف الساحل
وفي أحدث جولة من جولات الانتهاكات الإسرائيلية، شنت مقاتلات جيش الاحتلال، في ساعة متأخرة من مساء الأحد، سلسلة غارات استهدفت الشريط الساحلي السوري، بزعم تفجير مستودعات ذخيرة للجيش السوري، وقد نتج عن ذلك سلسلة انفجارات وُصفت بأنها الأعنف منذ بداية التصعيد الإسرائيلي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي الأثناء، أقلعت طائرة من قاعدة حميميم تقل دبلوماسيين روساً وكوريين شماليين، وسط تحركات دبلوماسية متسارعة. وفي دمشق، بحث قائد هيئة تحرير الشام مع المبعوث الأممي تحديث القرار 2254 لمواكبة المتغيرات السياسية في المشهد السوري.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، الأحد، إن طائرة تابعة للقوات الجوية أقلعت من قاعدة حميميم في سوريا وعلى متنها بعض الدبلوماسيين من روسيا وروسيا البيضاء وكوريا الشمالية.
وذكرت إدارة الأزمات بوزارة الخارجية الروسية على قناتها عبر تطبيق تيليجرام، أن “عمل السفارة الروسية في دمشق مستمر”، فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة خارجية روسيا البيضاء قولها إنه تم إجلاء جميع دبلوماسيي روسيا البيضاء من سوريا.
اقرأ أيضًا| إسرائيل تستهد ف الساحل السوري بـ«قنبلة زلزالية»| فيديو وصور
انتقام سوري مؤجل
بالعودة إلى هآرتس، وفي رؤية تكشف حقيقة مخططات الاحتلال في سوريا، يشدد ليفي على أن «المناطق التي احتلتها إسرائيل الآن لن تسارع إلى الانسحاب منها، لأن ذلك سيعتبر خضوعاً، اليمين سيعارض، وكذلك اليسار».
وحول خطورة ما يفعله جيش الاحتلال في الداخل السوري، توقع الكاتب الإسرائيلي أن سوريا لن تنسى من هاجمها في وقت محنتها بدون أي سبب أو شرعية، مستدلاً بما قاله له أحد السكان الذين شاركوا في مظاهرة تأييد للثورة، جرت في مجدل شمس هذا الأسبوع: “إذا أبقوا مصير سوريا لسكانها فقط، فثمة فرصة للأمل، ولكن إسرائيل أصبحت تتدخل وتنقب ولم تترك للجيش السوري إلا كلاشينكوف ورصاص”.
السيناريو الأمثل من وجهة نظر الكاتب الإسرائيلي يتمثل في: «بدلاً من تهديد سوريا، ما كان سينقص لو دعت إلى فتح صفحة جديدة؟ سيقول الساخرون إن هذا جنون، لكن الجنون الحقيقي هو عدم المحاولة، بالذات الآن. الشعب السوري لن ينسى من يستغل ضعفه ويدمر بلاده الآن».