في خطوة غير مسبوقة لمكافحة الملاريا، استخدم فريق من العلماء حشرات البعوض لتطوير لقاح مبتكر يمنح حماية فعّالة ضد المرض، تعد الملاريا من أخطر الأمراض المعدية عالميًا، مع تسجيل ملايين الحالات سنويًا، النتائج التي توصلت إليها الدراسة الجديدة تبشر بجيل جديد من اللقاحات قد يتجاوز القيود التي تواجه الخيارات الحالية، بحسب ما جاء من ساينس الرت.
◄ اللقاح وآلية عمله
طور علماء من جامعتي Leiden وRadboud في هولندا لقاحًا مبتكرًا يحمل اسم GA2 باستخدام نسخة معدلة وراثيًا من طفيلي Plasmodium falciparum، المسبب للملاريا.
يحتوي اللقاح على طفيليات غير نشطة لا تسبب المرض لكنها تحفز الجهاز المناعي لمكافحة العدوى في المستقبل.
عند لدغة البعوض الحامل للقاح، تنتقل الطفيليات إلى الكبد كما يحدث في العدوى الطبيعية، لكن تعديلها الجيني يمنعها من إتمام النمو والانتقال إلى مجرى الدم، وبالتالي لا تحدث الإصابة.
◄ اقرأ أيضًا | جيبوتي تعتمد «البعوضة الصديقة» لمكافحة الملاريا| أمل جديد لإفريقيا
◄ فعالية محسّنة واستجابة مناعية قوية
أظهرت الدراسة أن اللقاح الجديد يعزز مناعة الجسم بفضل عدة عوامل:
1.وقت أطول للتعرف على الطفيلي
في النسخة الجديدة GA2، يحتاج الطفيلي إلى أسبوع كامل للنضوج داخل الكبد، مقارنة بـ 24 ساعة فقط في الإصدار السابق GA1.
يمنح هذا الوقت الإضافي الجهاز المناعي فرصة أكبر لتطوير استجابة فعّالة.
2.نتائج مذهلة
من بين المشاركين في الدراسة، كان 8 من أصل 9 أشخاص ممن تلقوا اللقاح الجديد محميين تمامًا ضد الملاريا، مقارنة بشخص واحد فقط من كل 8 ممن تلقوا اللقاحات التقليدية.
3.آثار جانبية طفيفة
اقتصرت الآثار الجانبية على احمرار بسيط وحكة في موضع لدغات البعوض.
◄ التحديات ومستقبل البحث
يدرس فريق البحث كيفية تحسين اللقاح بشكل أكبر لفهم سبب نجاحه المذهل.
على الرغم من التقدم المحرز، تظل الملاريا تحديًا عالميًا، حيث تسجل أكثر من 250 مليون حالة إصابة سنويًا ومئات الآلاف من الوفيات.
اللقاحات المتوفرة حاليًا تقدم حماية محدودة، تدوم أقل من عام وتتراوح فعاليتها بين 50-77% فقط.
يمثل لقاح GA2 خطوة ثورية نحو مكافحة الملاريا، باستخدام البعوض كوسيلة مبتكرة لنقل الطفيلي المعدّل،مع النتائج الواعدة، يأمل الباحثون في تحسين اللقاح ليكون أداة فعّالة في القضاء على المرض، ورغم التحديات، يشكل هذا الإنجاز بارقة أمل في التصدي لإحدى أخطر الأوبئة عالميًا.