باختصار

واقعة شاهين

عثمان سالم
عثمان سالم



واقعة اعتداء أحمد شاهين لاعب المنصورة على مدربه علاء نوح نجم الترسانة السابق واحدة من سوءات ملاعبنا بعد انتشار الانفلات الأخلاقى وكسر قواعد اللعبة وإهدار قيمة مبدأ اللعب النظيف الذى هو شعار كرة القدم.

وزاد الطين بلة إذاعة المبارة تليفزيونيًا وتناول برامج التوك شو الموضوع بكثير من التحليل والتشريح فى سهرات المصاطب الذى تبحث عن حدث لشغل مساحة الهواء المتخصصة ليلًا لجذب المشاهدين والتى تترجم إلى أرقام فى الإعلانات والشاطر الذى يسخن أكثر.. علاء مسئول بدرجة كبيرة عن الواقعة وهو  يسحب اللاعب بعد ٦ دقائق من إشراكه أمام المقاولون العرب المتقدم بهدفين على أمل تعديل النتيجة!! لم يتمالك الشاب صغير السن «٢٠ سنة» نفسه وجرى على المدرب على دكة البدلاء ودفعه فى صدره بعد ما تفلت من مدرب الكرة الذى قيل إنه «عمه».. وخيرًا فعل العميد محمد بسيونى رئيس النادى بإيقاف شاهين لحين وصول تقريرى المدرب ومدير الكرة عن الأحداث المؤسفة..

وحاول الرئيس والمدير الفنى التقليل من تداعيات المشكلة بإمكانية تخفيف العقوبة بعد ما أصدر اللاعب بيان اعتذار عما بدر منه معللًا فعلته بالشعور بالظلم والحرج أمام زملائه  اللاعبين من الفريقين.. وبرر المدرب التغيير بأن اللاعب لا يلتزم بالتعليمات فى المباريات والتدريبات رغم الثناء على إمكاناته الفنية، ولصغر سن شاهين فقد تسرع فى إعلان اعتزاله اللعب رغم تأثير القرار السلبى على مستقبله ومستقبل أسرته.. ومن المؤسف أن تأتى هذه الواقعة قبل ساعات قلائل من استلام المجلس الجديد برئاسة هانى أبو ريدة رئاسة اتحاد الكرة فى بداية مرحلة يفترض أن تكون جديدة فى كل شىء لتصحيح مسار اللعبة ومن بينها ـ بكل تأكيد ـ ضبط إيقاع اللاعب ومواجهة الخروج على النص من جانب كل أطرف اللعبة ـ تقريبًا ـ وأتصور أن المرحلة القادمة تحتاج لأفكار خارج الصندوق لمواجهة أشباه هذه الأزمة وأثق أن الكابتن حسن فريد المرشح لرئاسة اللجنة الفنية فى الاتحاد مطالب برؤية جديدة لمواجهة أزمات اللاعب والشغب جزء منها لا يمكن إصلاحه إلا بأفكار مشابهة لما يحدث فى الملاعب المنضبطة ولا أقول فى أوروبا وإنما فى محيطنا العربى والإفريقى..

المشكلة وغيرها لم تعد تحتمل أسلوب الطبطبة ومشيها المرة دى واللاعب لسه صغار!! .. لقد أظهرت الواقعة أن شاهين ضحية حالة الفوضى فى قطاعات الناشئين وعدم إعدادهم الإعداد النفسى الجيد قبل الفنى بدليل أنه قال: لقد صدمنى القرار ولم أدر، ماذا أفعل غير التوجه للدكة والاعتداء على المدرب وسأعتزل اللعب وهو قرار نتاج الحالة النفسية والثقافية القادم بها من أوضاع غير سليمة فى مشواره مع عالم الكرة.