إرث العميد «المُهمل»!

استراحة طه حسين فى «تونا الجبل» على أعتاب النسيان

استراحة طه حسين بمنطقة حفريات «تونا الجبل»  فى محافظة المنيا
استراحة طه حسين بمنطقة حفريات «تونا الجبل» فى محافظة المنيا


استراحة طه حسين بمنطقة حفريات «تونا الجبل» فى محافظة المنيا تقف كمعلم تاريخى ثقافى وشاهدٍ على إحدى المحطات الفارقة فى مسيرة عميد الأدب العربى.
وعلى الرغم من محاولاته المستمرة للهروب من ذكريات طفولته الصعبة فى مسقط رأسه بنفس المحافظة، ورفضه لاحقًا اقتناء منزل عائلته رغم تحسن ظروفه المادية، فإن سِحر منطقة «تونا الجبل» نجح فى جذب اهتمامه وإلهام مشاعره العميقة. 

فى البداية، ارتبطت زيارات طه حسين إلى المنطقة بطبيعة عمله حين كان يشغل منصب عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة فى ثلاثينيات القرن الماضى.
يمثل هذا المكان وجهًا مغايرًا لمنزل طفولته فى مركز «مغاغة» بمحافظة المنيا، حيث عانى الحرمان والعزلة فى بيئة تقليدية محافظة، وعلى النقيض، كانت استراحة تونا الجبل رمزًا للتحرر من القيود.

حيث وجد فيها طه حسين حرية الفكر التى طالما سعى إليها، فى هذا المكان، أعاد بناء ذاته، وابتكر فيه نصوصًا خالدة، مثل أجزاء من سيرته الذاتية الأيام، وروايته الأشهر دعاء الكروان، التى خُلّدت لاحقًا فى فيلم تم تصوير بعض مشاهده داخل الاستراحة، حيث ظهرت كمنزل المهندس.

اليوم تقف استراحة طه حسين على أعتاب النسيان بسبب نقص الترميم والصيانة التى تهدد وجودها كمعلم تاريخى وثقافى، والحفاظ على هذا المكان يعنى أكثر من مجرد الاعتناء بالبنية المادية، فهو يمثل صونًا لإرث أدبى وفكرى لا يقدر بثمن.

اقرأ أيضًا| سراديب تونا الجبل.. رحلة إلى عالم الأبدية

تبقى استراحة تونا الجبل شاهدة على عمق العلاقة التى جمعت طه حسين بالتاريخ والثقافة المصرية، هى جزء حيّ من إرث مصر الأدبى والفكرى الذى يستحق الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة كنموذج ملهم.