في تطور علمي واعد، أظهرت الأبحاث الحديثة أن حمية الكيتو الغذائية قد تعزز فعالية العلاجات المناعية لعلاج السرطان، وتحديدًا العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية (CAR T)، هذا العلاج الذي يعتمد على تعديل خلايا الجهاز المناعي لمهاجمة السرطان قد حقق إنجازات كبيرة، ولكن فعاليته لا تزال محدودة لدى بعض المرضى،تشير الدراسة الجديدة إلى أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون قد يكون مفتاحًا لتحسين نتائج هذا النوع من العلاجات،بحسب ما جاء من ميديكال إكسبريس.
◄ ما هو العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية (CAR T)؟
العلاج بـ(CAR T) هو تقنية متقدمة تُستخدم لتعديل خلايا الجهاز المناعي للمريض لمهاجمة الخلايا السرطانية، حققت هذه التقنية نجاحات ملحوظة في علاج سرطانات الدم، إلا أنها لم تكن فعالة لجميع المرضى.
◄ كيف ترتبط حمية الكيتو بالعلاج المناعي؟
في دراسة قادها فريق بحثي من جامعة بنسلفانيا، تم تحليل تأثير الأنظمة الغذائية المختلفة، بما في ذلك حمية الكيتو، على فعالية العلاج بالخلايا التائية، أظهرت النتائج أن الفئران التي اتبعت حمية الكيتو سجلت مستويات أعلى من السيطرة على الأورام وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة مقارنة بالفئران التي اتبعت أنظمة غذائية أخرى.
◄ دور بيتا هيدروكسي بيوتيرات (BHB):
حمية الكيتو تُدخل الجسم في حالة من الكيتوزية، حيث تتحول الدهون إلى مصدر رئيسي للطاقة بدلاً من الكربوهيدرات، خلال هذه العملية، يُنتج الكبد مركبات الكيتونات، ومن أبرزها بيتا هيدروكسي بيوتيرات (BHB)، أظهرت الدراسة أن هذا المركب يعزز من طاقة الخلايا التائية المعدلة، مما يجعلها أكثر فعالية في مهاجمة الخلايا السرطانية.
◄ اقرأ أيضًا | باحثة: الكلوروفيل في الخضروات الخضراء يحارب الخلايا السرطانية والدعوى الفيروسية
◄ نتائج التجارب المخبرية:
عند اختبار مكمل (BHB) مع العلاج المناعي في نماذج سرطانية لدى الفئران، أظهرت النتائج القضاء شبه الكامل على الأورام، مع زيادة في عدد الخلايا المناعية المعدلة وتنشيطها.
كما أشارت تحليلات عينات دم مرضى السرطان الذين تلقوا العلاج بـ(CAR T) إلى أن المستويات المرتفعة من (BHB) ترتبط بتحسن استجابة العلاج.
◄ التجارب السريرية والتطلعات المستقبلية:
حاليًا، يتم اختبار مكمل (BHB) في تجربة سريرية من المرحلة الأولى بمركز أبرا ماسون للسرطان،وإذا أثبتت هذه التجارب نجاحها، فإن هذا النهج يمكن أن يصبح وسيلة منخفضة التكلفة وسهلة التطبيق لتحسين فعالية العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج السرطان.
تمثل حمية الكيتو، بدعم من الأبحاث العلمية، أداة جديدة قد تسهم في تحسين فعالية العلاجات المناعية ضد السرطان،وبينما لا تزال الأبحاث جارية، إلا أن النتائج المبكرة تشير إلى أن تغيير النظام الغذائي قد يكون مفتاحًا لتطوير علاجات منخفضة التكلفة وأكثر فعالية، إذا نجحت التجارب السريرية، فقد يكون هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو مستقبل أفضل في مكافحة السرطان.