تجمّع مئات من مناصري حزب الله مساء اليوم السبت، وهم يذرفون الدموع حزنًا على الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله، في مكان مقتله بغارة اسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، وفق ما شاهد مراسلو فرانس برس.
في حفرة ضخمة خلّفتها الغارات الإسرائيلية في 27 سبتمبر في منطقة حارة حريك التي يزنرها الركام، رُفعت رايات الحزب الصفراء وأُضيئت شموع على وقع بثّ مكبرات الصوت مقتطفات من خطابات نصرالله الذي أحاطه مناصروه بهالة كبرى حتى قبل مقتله في خضم التصعيد بين الحزب واسرائيل، على وقع الحرب في غزة.
ولم يقو معظم المشاركين في التجمع بدعوة من حزب الله وبينهم رجال ونساء على حبس دموعهم من شدة التأثر، بينما أحاطت بهم صور عملاقة لنصرالله رفعت على كافة الأبنية المحيطة والمتضررة من الغارات.
وقالت لمى (30 عاما) التي جاءت برفقة ابنتها (خمس سنوات) وابنها (ثماني سنوات) لفرانس برس "السيد حسن كان كل شيء بالنسبة إلينا. ليتنا متنا نحن وبقي هو حيا".
وأضافت "لقد ترك فراغا كبيرا".
ويردد شبان بصوت مرتفع هتاف "لبيك يا نصر الله"، الرجل الذي شكّل ومثّل منذ توليه قيادة الحزب عام 1992، رأس حربة في مواجهة اسرائيل التي خاض ضدها منازلات عدة.
وعلى غرار كثر من مناصريه، قالت ليا (18 عاما) لفرانس برس "لا أصدق حتى الآن أنه استُشهد".
ويعد حزب الله، وفق ما أعلن نائب رئيس مجلسه السياسي محمود قماطي الأربعاء، لتنظيم تشييع "شعبي" لنصرالله، في خطوة قال إنها ستكون "استفتاء واضحا وقويا وشعبيا ورسميا وسياسيا لتبني المقاومة ونهج الشهيد السيد حسن نصرالله".
وكان مصدر مقرب من حزب الله أفاد فرانس برس في تشرين الأول/أكتوبر بأن نصرالله دُفن "موقتا كوديعة"، بسبب صعوبة تشييعه شعبيا نتيجة "التهديدات الإسرائيلية" حينها.
ويسري منذ فجر الأربعاء وقف لإطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، تم التوصل اليه بوساطة أميركية، وضع حدا لنزاع بدأ في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة حماس الفلسطينية، إثر فتح حزب الله ما سماها "جبهة إسناد" لغزة من جنوب لبنان.