عين على الحدث

غزة ما بعد اتفاق لبنان!

آمال المغربى
آمال المغربى


بعد التوصل لاتفاق لإنهاء أكثر من عام من القتال بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل، تحول الاهتمام مرة أخرى  لحرب الإبادة التى تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، وسط توقعات ترى أن  أى نهاية سريعة لتلك الحرب تبدو غير مرجحة لأن العوامل التى ساهمت فى التوصل لاتفاق لبنان قد لا تتوافر بنفس القدر بالنسبة لقطاع غزة.        

   
فقد استمرت الحرب الإسرائيلية على غزة لفترة أطول بكثير مما توقعه معظم الناس. فعلى مدار 14 شهرًا  دمرت إسرائيل 95م%من قطاع غزة وقتلت أكثر من 45٫000 ألف فلسطينى بالإضافة إلى 150 ألف جريح، ولا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلية تواصل مجازرها اليومية فى جميع أنحاء غزة وتجويع المدنيين  مما تسببت فى كارثة صحية وبيئية غير مسبوقة جعلت منظمة الأونروا تعلن أن أكثر من مليونى نازح فى قطاع غزة يحاصرهم الجوع والعطش والمرض والخوف وأن توفير الطعام للفلسطينيين هناك أصبح مهمة مستحيلة.

كما أن توقيع أى قرار وقف لإطلاق النارمع حماس لا يخدم أغراض نتنياهو فى أى وقت قريب لأنه قد يؤدى لتمزيق حكومته المليئة بصقور الحرب الذين ندد بعضهم بالاتفاق اللبنانى ويريدون السيطرة على غزة.. بالإضافة إلى أن فك الارتباط  بين حزب الله وغزة يزيد من رغبة نتنياهو وحلفائه فى الائتلاف الحاكم     للمزيد من إراقة الدماء فى غزة أملا فى تحقيق أهدافهم المتطرفة فى غياب ضغوط حقيقية أمريكية، لذلك يرى محللون أن نتنياهو سينتظر تولى إدارة ترامب على أمل أن تمنحه مرونة أكبر لتحقيق أهدافه فى غزة.

ترويج إدارة بايدن حاليا للسعى لقراروقف إطلاق النار فى غزة مثل الذى تم الوصول إليه فى لبنان مثار شكوك لأن من بين العوامل الرئيسية التى جعلت حربَى إسرائيل على غزة ولبنان بهذا القدر من الآثار الكارثية على الفلسطينيين واللبنانيين أن إدارة بايدن مارست الخداع على مدار أكثر من عام بالقدر الذى مارسته إسرائيل من خلال تجنب ممارسة الضغط الحقيقى على حكومة الاحتلال لإنهاء الحرب ومنحها المزيد من الوقت لإنجاز أقصى ما يمكن إنجازه فى غزة ولبنان على حساب حياة المدنيين.