بدون تردد

العالم.. والقضية الفلسطينية «١»

محمد بركات
محمد بركات


يوم الجمعة الماضى «أول أمس» التاسع والعشرون من نوفمبر الحالي، كان هو اليوم الذى اعتمدته الأمم المتحدة يوما للتضامن مع الشعب الفلسطينى، إحياء لذكرى قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين، إحداهما دولة للشعب الفلسطينى صاحب الأرض، والأخرى دولة للمجموعات اليهودية التى مكنتها سلطة الانتداب البريطانى من السيطرة على أجزاء من الأرض الفلسطينية.

أتى يوم التضامن العالمى مع الشعب الفلسطينى هذا العام، فى ظل تداعيات وتطورات هى الأخطر التى تحيط بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، على المستويين الإقليمى بصفة عامة، والداخلى بالأراضى المحتلة فى غزة والضفة على وجه الخصوص، بجانب أجواء عدم الاستقرار والقلق والاضطراب الذى يسود المنطقة العربية كلها فى ظل العدوان الإسرائيلى الغاشم والمنفلت الذى طال لبنان وامتد إلى سوريا وأصبح يهدد مناطق أخري.

وأحسب أنه لا مبالغة فى القول بأن الشعب الفلسطينى أصبح هو الأكثر تعرضا للاضطهاد والمعاناة والظلم فى العالم كله، حيث مازال دون كل شعوب العالم واقعا تحت نير الاحتلال المباشر، كما أنه الشعب الوحيد المحروم من الحصول على حقوقه المشروعة فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، هذا بالإضافة إلى ما يتعرض له الآن من مذابح وقتل وتصفية وحرب إبادة.

ولعل من المفارقات المثيرة للألم والأسي، أن يأتى يوم التضامن العالمى مع الشعب الفلسطيني، بينما الحقيقة المرة والمؤلمة تؤكد على أرض الواقع بكل أسف، أن العالم لم ينصف الشعب الفلسطينى ولم يتحرك بإيجابية لوقف العدوان عليه.

بل الأكثر من ذلك أن العالم ترك الشعب الفلسطينى نهبا للاحتلال الإسرائيلى العنصرى والإجرامى وتركه للمستوطنين الذين ينتهكون أرضه ويدنسون حرماته ويطردون الشعب الفلسطينى من أرضه ويمارسون كل الجرائم ويقتلون النساء والأطفال والشيوخ، ويحاولون بكل الوسائل الإجرامية تصفية القضية الفلسطينية وإجبار الشعب الفلسطينى على الهجرة من أرضهم.

وفى ظل ذلك كله كان لمصر كعادتها دائماً موقف واضح وصلب ومساند للشعب الفلسطينى فى مواجهة العدوان، حيث أعلنت رفضها المطلق لتصفية القضية الفلسطينية وتصديها لكل المحاولات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

«وللحديث بقية»