أطلقت مصر مبادرة «ابدأ» لتطوير الصناعة الوطنية استجابة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بهدف دعم توطين الصناعات المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز دور القطاع الخاص في تطوير صناعات كبيرة ومتوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر في مصر. ومن خلال تقديم حوافز تشمل أراضٍ بحق الانتفاع وإعفاءات ضريبية لمدة خمس سنوات، تسعى المبادرة إلى تحفيز المستثمرين المحليين وتوفير بيئة مناسبة للنمو الصناعي.
تسعى المبادرة إلى تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية، أهمها تقليل الفجوة الاستيرادية وتعزيز قدرة الصناعة المحلية على تلبية احتياجات السوق المصري ، وتوفير فرص عمل من خلال خلق بيئة صناعية حاضنة للعديد من المشاريع التي تساهم في توفير فرص العمل للشباب.
وتتماشى المبادرة مع الأهداف الوطنية لمصر في تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتحقيق الالتزامات الدولية المتعلقة بالبيئة والطاقة النظيفة.
تدعم المبادرة الابتكار في الصناعات المحلية، مما يسهم في تحسين الإنتاجية وتطوير القطاعات الصناعية بشكل عام.
تسعى المبادرة إلى تحقيق توازن بين الاستهلاك المحلي والإنتاج الصناعي بشكل مستدام، مما يعزز من الاستقرار الاقتصادي في البلاد.
تلعب الشركات الخاصة دورا محوريا في تنفيذ هذه المبادرة، حيث يُنتظر منها أن تكون القوة الدافعة وراء توطين الصناعات الوطنية. ويشمل الدعم المقدم للقطاع الخاص استراتيجيات فعالة لتسهيل عمل الشركات، بما في ذلك تقديم الدعم الفني والمالي للمشروعات المتعثرة ومساعدتها في تقنين أوضاعها. كما تضمن المبادرة تسهيل الإجراءات لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مختلف الصناعات.
ورغم الأهداف الطموحة لهذه المبادرة، إلا أن هناك تساؤلات حول السبب وراء تراجع الدعاية لها مؤخرا. قد يكون غياب الحوافز الجديدة أو الظروف الاقتصادية العالمية التي قد تؤثر على قدرة القطاع الخاص على الاستفادة من المبادرة من العوامل التي ساهمت في تراجع الاهتمام الإعلامي بها.
أيضا، يمكن أن يكون التوجه نحو مشاريع أخرى ذات أولوية قد أثر على تسليط الضوء على المبادرة في الوقت الحالي.
عموما، تبقى مبادرة «ابدأ» واحدة من أهم المبادرات الوطنية التي تهدف إلى تطوير الصناعة المصرية وتعزيز الاعتماد على المنتج المحلي. ورغم التحديات التي قد تواجهها، لا يزال لها دور محوري في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. ولذلك، يجب على الجهات المعنية تعزيز التوعية بالمبادرة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منها.
[email protected]