- العميد بهاء حلال: إدارة بايدن وقدرات المقاومة الكبيرة سبب موافقة نتنياهو على الحرب بلبنان
- خبير الشؤون العسكرية اللبناني: نتنياهو يواجه مشاكل بالجيش كإعادة التأهيل والتسليح والقوات الاحتياطية والحريديم
- إسرائيل حريصة على استمرار الاتفاق أكثر من جبهة لبنان بسبب خسائرها الاقتصادية رغم ادعاءاتها بالانتصار
- النصر له مقياس واحد هو «تحقيق الأهداف المعلنة وفرض الشروط» وهو ما لم يحققه نتنياهو بلبنان
بعد 414 يوما بالتمام والكمال سكتت أصوات الطائرات والصواريخ وبردت فوهات البنادق في لبنان، بعد حرب ضروس بين إسرائيل وحزب الله امتدت منذ 8 أكتوبر 2023 وحتى فجر الأربعاء الماضي 27 نوفمبر 2024، بناءً على اتفاق لوقف إطلاق النار قادته الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا لينهي حربا خاضها حزب الله مع إسرائيل كجبهة إسناد لغزة في أعقاب طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من العام الماضي.
اقرأ أيضا: جيش الاحتلال: الرد سيكون حازمًا على أي تجاوز من حزب الله
لكن هناك أسئلة تدور حول طبيعة الاتفاق، ولماذا وافق نتنياهو على وقف إطلاق النار في لبنان رغم أنه لم يرحب بأي مبادرات لوقف الحرب قبل تحقيق أهدافه المعلنة بالقضاء على قدرات حزب الله وتدمير بنيته التحتية والعسكرية وإعادة سكان المستوطنات في الشمال.. وهي ما تطرحها «بوابة أخبار اليوم» على العميد بهاء حلال، خبير الشؤون العسكرية اللبناني ويحللها في السطور التالية.
في البداية يقول العميد بهاء حلال، خبير الشؤون العسكرية اللبناني، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وافق على اتفاق وقف إطلاق النار رغم أنه لم يستطع أن يحقق أهدافه بالقضاء على قدرات المقاومة اللبنانية وإعادة سكان الشمال بالقوة إلى مستوطناتهم؛ لأنه كان خائفا من إدارة بايدن إذا لم تستخدم حق «الفيتو» ضد قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في لبنان، ومن الممكن أن تزجه إدارة بايدن في أتون مشاكل كما زجها هو أيضا، مضيفا أن نتنياهو يواجه مشاكل في الجيش باعترافه شخصيا أنه يريد إعادة تأهيل الجيش وتسليحه بعدما أصبح منهكا ويواجه مشكلات في القوات الاحتياطية التي ترفض الخدمة ولاسيما مشاكل الحريديم الذين يرفضون التجنيد الإلزامي وبالتالي قرار وقف إطلاق النار يجعله لا يحتاج إليهم.
وتابع العميد «حلال» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن قدرات المقاومة كبيرة وأصابت الكثير من جنوده أثناء المعارك، لافتا إلى أن نتنياهو لم يحقق أهدافه خلال 66 يوما من العمل البري في جنوب لبنان وتكون سور ممتد من الناقورة حتى الخيام، ولذا كان أمامه أمرين إما أن يذهب لوقف إطلاق النار حسب الرغبة الأمريكية أو أن يوسع عملياته في وقت لم يحقق أي أهداف.
وذكر خبير الشؤون العسكرية اللبناني، أن الاتفاق عليه انتقادات كثيرة بالداخل الإسرائيلي الذي يرى أن نتنياهو قد كذب عندما قال أمام الكنيست إنه قضى 80% من قدرات حزب الله الاستراتيجية في المقابل شاهد العالم بعينه كيف أن المقاومة اللبنانية استخدمت معادلة التدرج في استهداف العمق واستخدام الأسلحة وصولا إلى استخدام الصواريخ الاستراتيجية بالطريقة الذكية والقادرة على ضرب البنى التحتية في تل أبيب ونهاريا وعكا وحيفا وبالتالي أصبحت هذه المناطق سهل الوصول لها مثل كريات شمونة.
وواصل أن المقاومة اللبنانية استطاعت عبر ما لديها من إمكانيات استراتيجية من صواريخ ومسيرات قضت مضاجع منزل نتنياهو وقيادة جولاني وبني براك في تل أبيب، واستطاعت المقاومة فرض معادلة أن استهداف بيروت يقابله استهداف تل أبيب.
وأكمل العميد بهاء حلال، أنه يختلف مع وجهة النظر التي تقول إن الاتفاق هش ومن الممكن انهياره، قائلا إن إسرائيل حريصة أكثر من جبهة لبنان على الحفاظ على سريات الاتفاق لأنها اضطرت للتوقيع عليه لاعتبارات اقتصادية أيضا خاصة أن الحرب تسببت في خسائر اقتصادية كبيرة لها رغم أنها ستقوم ببعض المسرحيات لتقول إنها منتصرة مع العلم أنها قد هزمت فعليا.
وأكد أنه على صعيد تحقيق الأهداف لم تحقق إسرائيل أي هدف من أهدافها وهي وصلت إلى قناعة أنها لا تستطيع أن تستمر بالحرب من ناحية الخسائر الكبيرة التي منيت بها على الصعيد العملياتي والاقتصادي والسياسي في العالم، ومن ناحية آخرى لم تستطع أن تقضي على المقاومة في جنوب لبنان ولن تستطيع أن تصل إلى صورة الانتصار رغم كل ما حدث حتى الآن وهي قد وصلت إلى قناعة أن الحرب على لبنان وصلت إلى نهايتها ويجب أن تنتهي.
وتساءل خبير الشؤون العسكرية اللبناني، عن الخطوات المقبلة التي يمكن أن تقوم بها إسرائيل أو المجتمع الدولي ككل لتغيير أساسي وجذري على أرض الواقع في المنطقة يغير من المعطيات التي نراها كي يحدث الاستقرار المنشود والذي يبدو بعيد المنال في هذه المرحلة؛ إذ أن الحرب عمليا ما زالت مستمرة ليس على الميدان لكن في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي خاصة أن الاحتلال لا يغير من عدوانيته ولا يذعن للقرارات الدولية ومستمر ككيان عنصري مزروع في منطقتنا.
واختتم حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم» بأن النصر له مقياس واحد هو تحقيق الأهداف المعلنة وقدرة العدو على فرض شروطه؛ فنجد هنا أن المقاومة انتصرت لأن كسر إرادة العدو هي نصر، وعدم تحقيق العدو أهدافه هو هزيمة له، وفي المعارك "اللاتماثلية" أو غير المتكافئة إذا القوي لم ينتصر نصرا واضحا فهو مهزوم، وإذا الضعيف (بالمعنى المجازي) لم يُهزم أي لم تفرض شروط وإرادة العدو عليه فهو حتما منتصر، متسائلا عن نتنياهو: «هل أعاد مستوطنيه بالآلة العسكرية؟ هل استطاع أن يسيطر على قرى الجنوب كما عام ١٩٨٢؟ هل استطاع أن يحقق أمن مجتمعه الداخلي بالآلة العسكرية؟ هل استطاع أن يسحق المقاومة ويلغيها من الوجود؟.. كل ما فعله هو إنجاز معنوي لم يؤثر على الأهداف الاستراتيجية كما فعل باغتال حسن نصرالله ولو أوقف الحرب عند هذه النقطة لكان هناك ربما تلوح له مآلات النصر لكن إكماله العدوان أعطى فرصة للمقاومة بتحقيق الإنجاز الميداني والذي استحوذت به على النصر المطلق.