لعل أحد أهم واجبات المهرجانات السينمائية المصرية أن تدعم أفلام الشباب، ليس بمعنى المساهمة فى إنتاجها، خاصة فى المهرجانات الوليدة التى تدبر أمورها بصعوبة بالغة، وإنما بتشجيع صناع الأفلام على المشاركة بأفلامهم القصيرة والدفع بتجاربهم الأولى، وهذا يحدث بالفعل فى كثير من المهرجانات، لكن المثير أنها باتت تسرق فرحة هؤلاء الشباب حين لا توجه لهم الدعوة للحضور، إذ تعتقد أنه يكفيهم شرف المشاركة، وتحصل على نسخة الفيلم مستفيدة بإبداعهم، بينما تملأ الحسرة قلوبهم لغيابهم عن عرض أفلامهم.
أعرف مخرجاً شاباً شارك بفيلمه الأول بمهرجان «الغردقة لأفلام الشباب» وقد أنتجه على نفقته الخاصة، واستدان لأجله من أسرته، وكانت فرحته كبيرة، وبدأ يستعد للسفر ليتفاجأ بأن المهرجان يعتذر عن استضافته وأن عليه أن يدبر حضوره وإقامته، وحينما أراد السفر لم يجد مكاناً مناسباً لإمكاناته المادية فتخلف حزيناً عن الحضور، وتكرر الأمر فى مهرجان «الفيوم السينمائى لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» حيث لم يدع صناع الأفلام المشاركين بأفلامهم بمسابقة الأفلام القصيرة رغم أهمية أفلامهم للمهرجان وأهمية حضورهم العرض الأول لها والاستفادة بالمناقشات التى تتم حولها.
صحيح أن المهرجانات جميعها تواجه ضعفاً فى ميزانيتها، إلا أنها يجب أن توازن فى دعوتها للنجوم وكبار السينمائيين الذين يمثلون عنصر جذب لأى مهرجان، وبين صناع الأفلام الشباب الذين لا بد أن تحتفى بهم وبأعمالهم وتمنحهم فرصة التواجد وسط الجمهور وحضور ندوات أفلامهم وعروضها، وغداً سيكبر الموهوبون منهم وسيكون من بينهم مخرجون كبار تسعى المهرجانات وراء أفلامهم.
لا شك أن مهرجانات السينما تواجه فى دورتها الأولى أزمة كبيرة، كونها لا تحظى بدعم وزارة الثقافة، حيث لا يتم منحها هذا الدعم سوى فى دورتها الثانية، مع أنها تكون أحوج لذلك فى بداية انطلاقها، وهى فرصة لمطالبة وزير الثقافة د.أحمد فؤاد هنو بإعادة النظر فى هذا الأمر لأن أغلب الرعاة يطمئنون حين يجدون أن المهرجان يحظى بدعم وزارة الثقافة، مما يشجعهم على دعمه.
لا شك أن تعدد المهرجانات السينمائية وتنوعها ووجودها فى مختلف المحافظات أمر مهم، ليس فقط لصناعة السينما، ولكن أيضا لجمهور المحافظات لاسيما التى لا توجد بها دور عرض سينمائى، وأيضا لدورها الكبير فى الترويج السياحى للمدن التى تقام بها.