فى عالم الدراما التليفزيونية، تحتل مسلسلات الجريمة والغموض والتشويق مكانة خاصة لدى المتفرج، فهى تتميز بسحر وقدرة على جذب المشاهد لا ينتهى، سواء فى الأحداث أو التشويق، وأفضل مسلسلات الجريمة والغموض، هى التى تستطيع أن تنقلنا إلى عالم ممتلئ بالحيوية والسحر، ولأن الغموض يحيط بنا فى كل حياتنا، فهو ما يجعل لحياتنا معنى وقيمة، فلولا الفضول لمعرفة ما نجهله لما وصل الإنسان إلى ما وصل إليه الآن، من اختراعات وتطور وتقدم إنسانى وتكنولوجى.
تخيل أنك تشاهد مسلسلا وتتابع الأحداث بترقب وشوق، وتنتظر تلك اللحظة التى تصل فيها للحقيقة، ومعرفة ما ستؤول إليه الأحداث، هذا الشعور بالحماسة والشوق والانبهار هو ما تشعر به تماما حينما تتابع مسلسلات الجريمة والغموض.
ومن أبرز المؤلفين فى هذه النوعية من المسلسلات، المؤلف محمد سليمان عبد المالك، الذى بدأ فى اختراق هذه النوعية من الأعمال، مبكرا قبل أكثر من 13 عاما بمسلسل «أبواب الخوف»، «تلاه اسم مؤقت، وعد، مليكة، رسائل، خيط حرير، قصر النيل، الجسر، صوت وصورة 1» وكلها أعمال تنتمى لمسلسلات الجريمة والغموض، استطاعت أن تجذب المشاهد لمتابعة أحداثها بلهفة وانتظار عما تسفر عنه الأحداث المتتالية.
وبعد النجاح الكبير الذى حققه مسلسل «صوت وصورة» الموسم الماضى، وبطولة حنان مطاوع، قررت الشركة المنتجة، تقديم جزء ثان للمسلسل ببطلة جديدة «ياسمين رئيس»، مع الحفاظ على شخصيات «لطفى عبود ووافى وماجدة علوان والضابط حسين محمود» وبصراحة تخوفت جدا من عدم تحقيق الجزء الجديد لنفس نجاح الجزء الأول، كعادة مسلسلات الأجزاء فى السنوات الاخيرة، ولكن خلال متابعة حلقات «رقم سرى» وجدت مؤلفا يمتلك القدرة على خلق عالم جديد كأنك تراه لأول مرة، وفى نفس الوقت أكثر إحكاما وحيوية وقدرة على التنقل بين الخطوط الدرامية المختلفة بسلاسة فائقة، وفى نفس الوقت جذابة من خلال كتابة بسيطة وواعية وناضجة ومتماسكة ومضبوطة، فنجح «رقم سرى» الذى يعرض حاليا على قناة dmc، ومنصة wach it ومن إخراج محمود عبد التواب «توبة»، أن يجذب الجمهور منذ عرض الحلقات الأولى، وحلقة تسلم الأخرى، بتشويق كبير يبدأها بتورط بطلة المسلسل «ياسمين» التى تعمل موظفة فى أحد البنوك، فى عملية احتيال خطيرة بعدما تم تورطها بتقنيات الذكاء الاصطناعى، تليها جريمة مقتل نادين مديرة أحد البنوك، وتجتمع التهم حول أكثر من 16 شخصية داخل أحداث العمل، ليقدم نموذجا لمسلسلات الجريمة والغموض والتشويق.. وللحديث بقية.