كثير من شباب اليوم، لم يسمع عن الصحفى الكبير «كمال الملاخ» الذى تمر ذكرى وفاته السابعة والثلاثون هذه الأيام. بدأ حياته العملية مهندسا معماريا، ثم ضابطا احتياطيا بسلاح المهندسين ، ثم انتقل للتدريس بكلية الفنون الجميلة ومعهد السينما والجامعة الامريكية. بدأ حياته الصحفية رساما ثم ناقدا فنيا فى الأهرام، وناقدا فنيا فى أخبار اليوم.
ومما سجله له التاريخ اكتشافه مراكب الشمس عام 1954، وهو الذى أعطى الإشارة لإعادة تركيب القطع الخشبية القديمة التى وجدت بجوار الهرم الأكبر على يده، ليري العالم كله ما كانت عليه مراكب الشمس قبل 5000عاما!
زار كمال الملاخ «مصطفى أمين» قبل رحيله بيومين. كان يشكو من الجحود وعدم الوفاء! كان يائسا من الناس.. كل الناس! الذين مدحهم شتموه والذين أحبهم كرهوه. كان سر عذابه أن بعض المسؤولين أرادوا أن يجردوه من لقب» مكتشف مركب الشمس»، واستبعدوه من اللجنة التى اكتشفت مركب الشمس الثانية. اعتبر كمال أن هذا قرار بإعدامه وهو على قيد الحياة!
حاول مصطفى أمين أن يخفف عنه وقال له إن الناس لن تنساه، وسوف تذكره عندما تذكر مراكب الشمس، ولكنه هز رأسه ساخرا وقال إن الوفاء فى هذا البلد ذهب ولن يعود.
مات كمال الملاخ وحيدا بلا زوجة ولا ولد فى شقته بالزمالك، لكن الصحف كلها نشرت نبأ وفاته فى الصفحة الأولى! ونشرت المقالات مشيدة بفضله، وأذاع التلفزيون جنازته، وتحدثت إذاعة لندن عن وفاته واكتشافاته وتاريخه الصحفي.
يا ليته عرف كيف ودعته مصر..وماذا كتبت عنه صحف العالم!