قول لين

شجرة البندق

محمد سعيد
محمد سعيد


خلف الصاروخ الفرط صوتى «أوريشنيك» الذى استهدفت به روسيا الداخل الأوكرانى ردا على الضربات الأوكرانية للعمق الروسى باستخدام صواريخ أمريكية وبريطانية ردود أفعال صادمة حول قدرته التدميرية وسرعته، وعجز أنظمة الدفاع الجوى عن اعتراضه.. الصاروخ الذى يحمل اسم «شجرة البندق» قد ينقل الحرب لمراحل لا تحمد عقباها حال تسليحه برؤوس نووية.

إن كانت موسكو أطلقت سلاحها المتطور بهدف توجيه رسالة «ردع» لخصومها الغربيين ممن يدعمون أوكرانيا بأسلحة متطورة.. إلا أن الغرب سبق وأطلق سلاحا أكثر خطورة وأشد تدميرا منذ 20 عاما تحت ما يعرف باسم مواقع التواصل الاجتماعى أو «السوشيال ميديا».. وسرعان ما تحولت هذه المواقع السرطانية لخطر داهم على الأمن القومى والسلام المجتمعى للغالبية العظمى من الدول.. إذ تعد بمثابة «حصان طروداة» بعد أن يسرت اختراق المجتمعات من الداخل.. وأصبح من السهل بث كل الرسائل المطلوبة لهدم تلك المجتمعات وتغيير ثوابتها، والسعى نحو «تآكلها داخليا» بسيل من الأخبار والمعلومات غير الدقيقة، والآراء من هنا وهناك، وخلق حالة دائمة من الشك وعدم اليقين..

غير أنها تحولت مع الوقت لمنصات لاستهداف الأشخاص ومؤسسات الدولة.. بل والتلاسن وتبادل الهجوم بين شعوب الدول بعضها البعض، وهى حالة «الفوضى»، و»التفتت» التى يريدها الغرب لضرب وحدة الشعوب اتباعا للقاعدة الاستعمارية «إن الدول التى تتآكل داخليا لا يمكنها النهوض مجددا.. أما التى تواجه عدوا خارجيا يمكن أن تتحد فى مواجهته».