محمد رياض
د. حسن عصفور وزير المفاوضات الفلسطينى الأسبق:
غزة أمن قومى مصرى والقاهرة تسعى لحلحلة المفاوضات
قال د. أيمن الرقب، القيادى الفلسطينى بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس إن مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها وشاركت فى كل المراحل خلال الحرب والمفاوضات مستشهداً بمقولة قالها له الرئيس الراحل ياسر عرفات عام ١٩٩٤ انه «لا حرب ولا سلام بدون مصر».
وأضاف الرقب أن مصر البوصلة الوحيدة باتجاه المصلحة الفلسطينية وانه فى اول رد فعل على الحرب خرج بيان مصرى يحمّل الجانب الإسرائيلى مسئولية تصعيد الأمور ويطالب بوقف الحرب.
ونقل البيان السردية الفلسطينية والعربية. وفى الأيام الأولى كانت هناك ١٥٠ شاحنة مصرية اصطفت على معبر رفح للدخول لغزة، رغم ضائقتها الاقتصادية.
ولقد قلت إن مصر لأول مرة تستخدم الدبلوماسية «الخشنة» عندما رفضت خروج الرعايا الأجانب والى جانب ذلك أصرت مصر على دخول المرضى والمصابين الفلسطينيين لتلقى العلاج ودخل اكثر من ٢٠ الف جريح فلسطينى المستشفيات المصرية.
وخلال تلك الفترة عقدت مصر أول مؤتمر دولى للسلام فى غزة شارك فيه قرابة ٣٠ دولة ومؤسسة دولية. وعندما أخفق المؤتمر فى إصدار بيان أصرت الرئاسة المصرية على إصدار بيان من اهم البيانات من جهة عربية.
وبين الرقب انه عندما احتل الاحتلال معبر رفح الفلسطينى أصرت مصر على السيادة الفلسطينية على المعبر إذا ما تم تشغيله.. وبخصوص الوساطة كانت مصر أول من تحرك ونجحت فى الوصول لتهدئة مؤقتة نوفمبر الماضى لمدة ٦ أيام. وعندما علقت الدوحة وساطتها استمرّت مصر فى محاولاتها لكسر الجمود وما زالت تتحرك للوصول لاتفاق.
وقال الرقب إن مصر تاريخيا تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها ولم تدخر جهدا فى دعمها بدءا من حرب ١٩٤٨ وحرب ١٩٦٧ وانتهاء بالأحداث الأخيرة. كما أن لمصر دورا وموقفا واضحا فى دعم الشعب الفلسطينى وتؤكد فى كافة المحافل الدولية ضرورة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وهى تبذل جهدا كبيرا فى ذلك وإحياء أمل عملية السلام بشكل كبير. ولا ننسى أن ٣٠% بحسب التقديرات من سكان غزة جذورهم مصرية، والعلاقة تمتد عبر تاريخ طويل من الحياة المشتركة والامتداد الجغرافى..
اقرأ أيضًا| السيسي: مأساة غزة تُظهر عجز المجتمع الدولي عن وقف إراقة الدماء الفلسطينية
وأوضح الرقب ان القاهرة استضافت مئات اللقاءات وضغطت باتجاه الوصول إلى وضع رؤية استراتيجية لوقف الحرب بشكل كامل وخلال الشهرين الماضيين تحركت مصر لكسر المعوقات التى يضعها نتنياهو بعدم تسليم السلطة الفلسطينية نظام الحكم واقترحت تشكيل لجنة مساندة مجتمعية تعيد ترتيب البيت الفلسطينى وبناء غزة. ورحبت القاهرة بتوفير آلية تدريب القوات الفلسطينية وإعادة تأهيلها لتدير غزة، وحتى هذا اللحظة تحاول مصر تجاوز الخلافات الفلسطينية-الفلسطينية لإعادة إدارة وتشغيل وإعمار قطاع غزة.
واللافت للنظر أن القاهرة ورغم ظروفها الاقتصادية الصعبة فى ٢٠٢١ تبرعت بنصف مليار دولار لإعادة بناء ما دمره الاحتلال فى حرب ٢٠٢١. وشاركت شركات مصرية فى إعادة البناء.
من جانبه، يقول د. حسن عصفور وزير المفاوضات الفلسطينى الأسبق إن مصر لم تدخر جهدا تجاه القضية الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطينى حقوقه وأبرزها إقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.. كما أن قطاع غزة على وجه الخصوص يعد أمنا قوميا مصريا. وبالفعل مصر منذ بداية العدوان على غزة وهى تحاول على كل الأصعدة العمل لمصلحة الشعب الفلسطينى ووقف الحرب وتصدر الوساطة لإيجاد حلول لحلحلة الجمود الحالى..
والحقيقة أقول إن الموقف الفلسطينى كان سيصبح أقوى بكثير لو تصدرت السلطة الفلسطينية المفاوضات مع مصر، لان نتنياهو بعد يومين فقط من العدوان على غزة اعتبر القطاع جزءا من إسرائيل ويتضح ان ما حدث جزء من مخطط مسبق.. ولا أخفى انه سيكون من الصعب على مصر وحدها تغيير المعادلة ولابد ان تحتشد كل الدول العربية خلفها لدعم الموقف الفلسطينى فوجود موقف عربى قوى سيجعل الأمور تختلف بشكل كبير.
وأضاف أن دعم مصر لفلسطين يتصل مع دعوتها لمؤتمر عالمى فى شرم الشيخ لوقف الحرب على غزة دعت اليه العديد من الدول والمنظمات والهيئات الدولية..
ولا ننكر الدور المصرى الذى يقوم بالوساطة ومحاولات وقف الحرب وادخال المساعدات ولها دور كبير تقوم به من اجل الشعب الفلسطينى الذى يباد بشهادة كل المؤسسات الدولية.
ويحذر الدكتور عصفور من سيناريو اليوم التالى للحرب الذى تنسج له اسرائيل التى تخطط لإدارة القطاع حيث يرى انها دخلت غزة لتبقى، ونتنياهو أعلنها صراحة بعد بدء الحرب انه سيقوم باحتلال القطاع وضم أراضى غزة إلى إسرائيل.