قال الدكتور شفيق التلولي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" حول إمكانية عقد صفقة لإطلاق سراح الأسرى تأتي في سياق محاولاته لكسب تأييد الشارع الإسرائيلي. واعتبر التلولي أن هذه التصريحات تفتقر إلى الجدية مشيرًا إلى أن نتنياهو عادة ما يطرح مثل هذه الأفكار في كل جولة مفاوضات لكن سرعان ما يعود لافتعال اشتراطات جديدة تساهم في عرقلة أي تقدم نحو التهدئة أو تنفيذ اتفاقات مماثلة.
اقرأ أيضا| المخابرات الروسية: الناتو يسعى لجعل الصراع في أوكرانيا مستدامًا لإنهاك روسيا
وأوضح في مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نتنياهو تحدث عن إمكانية قبول هدنة في غزة ولكن في ظل شروط تضمن أن تكون الهدنة "مجانية" من طرف الفلسطينيين بحيث لا يترتب عليها أي تنازلات إسرائيلية جوهرية. وأضاف أن هذه التصريحات تأتي تحت الضغط الداخلي الكبير الذي يواجهه نتنياهو خصوصًا من ذوي الأسرى الذين بدأوا في تنظيم احتجاجات للمطالبة بتحقيق تقدم في قضية الأسرى خاصة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وأشار التلولي، إلى أن أهالي الأسرى الفلسطينيين يطالبون بأن يتضمن أي اتفاق للهدنة عودة أبنائهم المعتقلين في السجون الإسرائيلية وهو ما يعد جزءًا من الضغط المتزايد على حكومة نتنياهو لتلبية مطالبهم. كما أضاف أن نتنياهو يسعى من خلال هذه التصريحات إلى "امتصاص" غضب الشارع الإسرائيلي في الوقت الذي يواجه فيه ضغطًا دوليًا متزايدًا سواء من المنظمات الحقوقية أو من المحكمة الجنائية الدولية التي تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب.
هذه التصريحات تبرز تعقيد الوضع السياسي في إسرائيل وقطاع غزة على حد سواء حيث تتزايد الضغوط الداخلية والدولية على الحكومة الإسرائيلية في وقت يشهد فيه الصراع توترات متزايدة على أكثر من جبهة.