إستكمالا لما تحدثنا عنه الأسبوع الماضى عن نصر أكتوبر وما استفدناه من هذا النصر المجيد ،فكان ثالث الدروس أن إسرائيل وهماً كبيراً يروج لنفسه ويسوق صورة ذهنية مزيفة ،بأنها تخطط وتعمل على حلم إسرائيل الكبرى ، وإن كان بعض العرب والمسلمين يصدقون زيفاً هذه الأباطيل ، وأساسها أن بعد خمسين عاماً سيحدث أحداث تخدم مصالحهم وعقائدهم المغلوطة ، وكل هذه أوهام تصدرها الألة الإعلامية الجبارة الصهيونية والماسونية .
وإذا ما نظرنا إلى كتابات وصحف الغرب والأمريكان لزاد زهونا بجيشنا وإدراكنا أن إسرائيل هى الذراع المدلل للغرب والأمريكان لضرب كل مصالح العرب والمسلمين إقتصادياً وفكرياً وعسكرياً وإجتماعياً ، فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمزالأمريكية فى 7 أكتوبر 1973 أن "العرب والإسرائيليون يتقاتلون على جبهتين والمصريون يعبرون قناة السويس، ومعارك حية مكثفة".. الولايات المتحدة تطالب بوقف القتال، ومناشدات كسينجر لمنع المعارك بلا جدوى . "
وصحيفة واشنطن بوست الأمريكية فى 7/10/1973" إن المصريين والسوريين يبدون كفاءة عالية وتنظيماً وشجاعة، لقد حقق العرب نصراً نفيساً ستكون له آثاره النفسية .. إن احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصراً ضخماً لا مثيل له تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب " .
كما ذكرت فى 8أكتوبر1973"إن المصريين حققوا نصراً نفسياً على إسرائيل، استعادة مصر السيطرة على قناة السويس ...انتصار لمصر لا مثيل له .
وكذلك فى 12 اكتوبر 1973"إن احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصرًا ضخمًا لا مثيل له، تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب"
وكتبت وكالة رويترز الأمريكية التى كتبت فى 11 أكتوبر 1973 أن " الحرب كانت الأكثر ضراوة التى تم شنها منذ حرب 1948، وكان واضحا أنهم، أى الإسرائيليون، خسروا المبادرة فى هذه الحرب، وتراجع الجيش الإسرائيلى بسبب النطاق الواسع للأسلحة المتطورة التى تم استخدامها فى الحرب من قبل التحالف العربى .
وكذلك مجلة نيويورك الأمريكية فى 11 اكتوبر 1973 "حرب أكتوبر كانت الوحيدة بين أربع حروب بين العرب وإسرائيل التى تفوق فيها المصريون على الإسرائيليين، كان عبور قناة السويس جريئا وعبقريا بإذابة السواتر الرملية الدفاعية العملاقة بخراطيم المياه عالية الضغط ، وإقامة الجسور العائمة. وعبور الكوماندوز القناة في زوارق مطاطية مكشوفة .
مجلة نيوزويك الأمريكية 14 اكتوبر 1973"إن كل يوم يمر يحطم الأساطير التى بنيت منذ انتصار إسرائيل عام 1967 و كانت هناك أسطورة أولا تقول إن العرب ليسوا محاربين و أن الاسرائيلى سوبرمان ، لكن الحرب أثبتت عكس ذلك"
وذكر مراسل رويترز- تل أبيب فى 9 اكتوبر 1973 "دهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات و مدافع و عربات اسرائيلية كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة و غسيلا مصريا على خط بارليف".
"لقد وضح تمامًا أن الإسرائيليين فقدوا المبادرة في هذه الحرب، وقد اعترف بذلك قادتهم ومنهم الجنرال شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء"
مراسل وكالة الأسوشيتد برس تل ابيب 10اكتوبر 1973"لقد واجه الإسرائيليون خصمًا يتفوق عليهم في كل شيء ومستعدًا لحرب استنزاف طويلة، كذلك واجهت إسرائيل في نفس الوقت خصمًا أفضل تدريبًا وأمهر قيادة" .
وكتبت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية فى 7/10/1973 " لقد غيرت حرب أكتوبر - عندما اقتحم الجيش المصري قناة السويس ، واجتاح خط بارليف - غيرت مجري التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للشرق الأوسط بأسره ".
وكذلك فى 12-10-1973 "لقد محت هذه الحرب شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء إسرائيل "
كما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية فى 6/11/1973 " إن جولدا مائير اعترفت- في حديث لها بعد حرب أكتوبر- بأنها فكرت في الانتحار"
وصحيفة هاآرتس الإسرائيلية 3/11/1973 "لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاد الذخيرة"
وصحيفة معاريف الاسرائيلية20/9/1998"إن صفارة الإنذار التي دوت في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973 كانت تمثل في معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطني اسرائيل بالنزول الي المخابئ حيث كانت بمثابة الصيحة التي تتردد عندما يتم دفن الميت وكان الميت حينذاك هو الجمهورية الاسرائيلية الأولي وعندما انتهت الحرب بدا العد من جديد وبدأ تاريخ جديد فبعد ربع قرن من قيام دولة اسرائيل باتت أعمدة ودعائم اسرائيل القديمة حطاماً ملقي علي جانب الطريق " .
وكتبت مجلة بماحنيه الاسرائيلية 20/9/1998 "إن هذه الحرب تمثل جرحاً غائرا في لحم اسرائيل القومي " كما ذكرت نفس الصحيفة فى 24-9-1998 ""إن حرب يوم الغفران بمثابة نقطة انكسار للمجتمع الاسرائيلي في مجالات عديدة."، وكذلك ذكر الكاتب ديفيد بن جوريون بنفس الصحيفة فى 24-9-1998 " .. إن حرب أكتوبر قد قوضت الثقة بالنفس لدي نخبة الأمن الاسرائيلية .. وتسببت بقدر معين في هدم افتراضات أمنية قامت عليها الاستراتيجية الاسرائيلية لفترة طويلة ومن ثم تغيرت بعض العناصر الرئيسية في نظرية الأمن القومي التي تبلورت في العقد الأول من قيام الدولة
ولا تزال الحرب مستمرة ولن تنتهى إلا بقيام الساعة فمخطئ من يظن أن الحروب التي تستهدف الوطن انتهت بل مازالت مستمرة ومتجددة ، في جبهات مغايرة، وبأسلحة أكثر تأثيرًا وأقل كلفة، عبر وسائل إعلام معادية، تستخدم فيها أساليب بث اليأس، تزييف الواقع، وحرب الشائعات، لتدمير الدول من الداخل ، أو ما يطلق عليه حروب الجيل الرابع .
كل تلك تمثل تهديدات تضاعف من جهود الدول في المجابهة والمواجهة، فضلأً عن الإرهاب الذي استهدف قدرات الدولة، فخاض أبطال الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة الأمنية، حربا ضروس لاقتلاعه من جذوره، فانتصروا في حروب "التحرير"، "التطهير" من الإرهاب، وها هي مصر تخوض معارك التعمير .
فتحية إجلال وتقدير للجميع شعوباً ودولاً وحكومات .