اللواء د. سمير فرج مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق:

قادرون على حماية أمننا القومى و«ردع» رسالة لكل أعداء الوطن

اللواء د. سمير فرج خلال حواره مع «الأخبار»
اللواء د. سمير فرج خلال حواره مع «الأخبار»


سلاح الشائعات الأخطر.. وكتائب الإخوان الإلكترونية تبث أخباراً كاذبة

الحوار له مذاق خاص ورؤية خاصة، خاصة أنك تحاور المقاتل الشرس اللواء د. سمير فرج الذى قضى 6 سنوات فى حرب الاستنزاف، ثم اشترك فى حرب أكتوبر 73 داخل غرفة العمليات الرئيسية للقوات المسلحة، تدرج داخل القوات المسلحة فى كافة المناصب حتى أصبح عضوا فى المجلس العسكرى للقوات المسلحة عقب أحداث 25 يناير، فتسطيع أن تضع من رؤيته التقديرية تقييما دقيقا لما حدث من طفرة داخل قواتنا المسلحة، كما أنك ترصد من تصوره حجم التهديدات والمخاطر وقدرتنا على الردع وحماية الأمن القومى المصرى.

وبعيدا عن الشئون الداخلية هو خير من يضع تقدير موقف للأحداث العالمية خاصة أنه تأهيله العلمى مكنه من قدرته على التحليل العميق، وأخيرا إذا أردت أن تقيم معركة التنمية من منظور عسكرى مدنى فهو أول محافظ للأقصر فيعى جيدا حجم الإنجازات التى تمت خلال الفترة الماضية.. «الأخبار» التقت اللواء د. سمير فرج، مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، فى حوار هام مليء بالتفاصيل.

اقرأ أيضًا| عثمان: خطاب الرئيس «تاريخي».. وأكد على تطلعات الدولة خلال سنوات الولاية الجديدة

متى سيتم وقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

ترامب سيجلس على كرسى حكم أمريكا يوم 20 يناير؛ لأنه ما زال حتى اليوم رئيساً منتخباً وليس له أى سلطة؛ ولكن بعد توليه الحكم بشكل رسمى ستبدأ عملية التهدئة فى المنطقة بأكملها، خاصة أن نتنياهو هو الابن المدلل لترامب، والدليل أنه فى الحملة الانتخابية السابقة لنتنياهو رأينا «البنرات» الخاصة بالدعاية له بها صورة ترامب؛ ومن ثم لن يوقف نتنياهو الحرب فى المنطقة قبل تسلم ترامب السلطة رسمياً فى أمريكا، حتى لا تُحسب لجو بايدن أنه من أوقف الحرب. بالتالى حتى هذا التاريخ سيعمل نتنياهو على تدمير ما تبقى من القوى العسكرية لحزب الله الذى يُعد من أكبر التنظيمات العسكرية فى العالم؛ لأنه يمتلك آلاف الصواريخ والمسيّرات، وبعد وصول ترامب إلى السلطة ستكون هناك فترة وقف إطلاق النار من أجل تبادل الرهائن، وهنا ستكون فرصة من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

مشكلة الرهائن

هل تبادل الرهائن يُعد فى صالح نتنياهو فى ذلك التوقيت؟

لا، لأن الرهائن الموجودين داخل فلسطين طبقاً لما تم إعلانه من إرقام وقد تكون غير صحيحة لعدم وجود بيان رسمى إذن المتوقع 105 أسرى، تأكد تماماً أن نصف هذا العدد عبارة عن جثث بسبب الهجمات العدوانية غير المُنظمة مما أدى إلى مقتلهم، وبالتالى سيُعاد الطرح الذى قدمه جو بايدن فى شهر أبريل الماضى والذى أكد فيه على إقامة معاهدة السلام وإعادة جميع الأسرى أحياء، إذن استمرارية الضربات التى قادها نتنياهو أدت إلى مقتل أبناء إسرائيل على يديه، وبالتالى ستكون هناك مفاوضات قد يتم إطلاق سراح بعض الأسرى، ثم وقف الحرب، ثم استكمال إطلاق سراح باقى الأسرى مما يخفف الضغط على فلسطين، وبالتالى نتنياهو لن يوافق على سلام قبل يوم 20 يناير القادم.

كيف تفسر قدرة إسرائيل على اغتيال قيادات حماس وحزب الله بهذه الدقة ، بينما فشلت فى الوصول للرهائن؟

لأن سلسلة الاغتيالات التى تمت قائمة على العملاء والخونة المأجورين الذين يقدمون معلوماتٍ إلى إسرائيل مقابل الأموال؛ ويتم استهداف تلك القيادات بناء على المعلومات التى قُدمت إليهم؛ أما الرهائن فهم موزعون فى مناطق كثيرة وبالتالى يصعُب تحريرهم؛ وهذه الحرب أثبتت فشل الموساد والشاباك؛ لأنهم لم يستطيعوا التنبؤ بهجوم 7 أكتوبر ولم يستطيعوا الوصول إلى شبكة الأنفاق والاستعدادات الخاصة بحماس، ولكن نجحوا فى تجنيد العملاء، وهذا مسلسل ونهج مُتبع منذ اغتيال الشيخ أحمد ياسين، رحمة الله عليه.

ما خسائر إسرائيل من الحرب على غزة؟

الانهيار الاقتصادى، رغم التعويض الأمريكى الضخم من خلال ضخ مليارات الدولارات، ولكن شركات السياحة توقفت وبالتالى خطوط الطيران والنقل الجوى، بالإضافة إلى توقف الدراسة وإغلاق الكافيهات والمطاعم. نستطيع أن نقول: إنه تم تعويض دولة إسرائيل، ولكن شعبياً هناك غضب بسبب خسائر الأفراد فى الممتلكات وكذلك خسائر الحرب البشرية.. وهذا معناه أن نتنياهو سيُحاسب بعد الحرب على الانهيار الاقتصادى والفشل العسكرى، بالإضافة إلى وجود 3 قضايا فساد.

أنواع «الردع»

ما تحليلك لإطلاق اسم «ردع 2024» على المناورة الأخيرة للقوات المسلحة؟

مصطلح كلمة «ردع» ليس معناه الحرب؛ فهناك نوعان للردع؛ الأول: إيجابى والثانى معنوى، الإيجابى وهو ما تم تطبيقه فى ليبيا بعد استشهاد 20 من أبناء مصر؛ حيث تم دك جميع مستعمرات الإرهاب فى نفس اليوم ثأراً لأولادنا، ومنذ هذا اليوم لم يقترب أحد من أى مصرى فى ليبيا؛ أما الردع المعنوى فأعداء مصر يشاهدون ما تملكه مصر من إمكانياتٍ ضخمة تستطيع أن تحمى وتصون مقدراتها وتحافظ على سيادتها فى كل الاتجاهات.. «ردع» شعار يحمل رسالة واضحة وصريحة لكل أعداء الوطن، أولاً: هذه الرسالة بدأت مبكراً من خلال حفل تخرج الكليات العسكرية وأن هؤلاء هم أولاد مصر ومستقبلها الذين سيقودون القوات المسلحة، ثانياً: تم اصطفاف الفرقة السادسة المدرعة، وهو اصطفاف حرب لفرقة واحدة من فرق الجيش الثانى الذى يتجه إلى العريش ورفح، وبالتالى كانت رسالة قوية وصريحة لمن يهمه الأمر؛ ثم المناورة البحرية «ردع 2024» بوجود القوات البحرية المصرية المُصنفة بـ «سادس» أقوى بحرية فى العالم.

ما رؤيتك لما تتعرض له مصر من حملة شائعات غير مسبوقة؟

الشائعات هى أخطر سلاح يتم استخدامه حالياً فى العالم، نحن فى مصر نخوض حروب الجيل الرابع والخامس ويتم استخدام سلاح الشائعات ضدنا، وقد قدمت ذلك فى إحدى المحاضرات بكلية الدفاع ببروكسل؛ حيث أشرت إلى أن مصر هُزمت فى حرب 67 وتمت هزيمة الجيش عسكرياً ولكن لم تسقط مصر بسبب تمسك شعبها بالرئيس جمال عبد الناصر ووقوفه إلى جانب قواته المسلحة، ولهذا الآن يتم استخدام سلاح الشائعات ضد الشعوب؛ لأن إسقاط الدول يبدأ من انهيار شعبها وليس قواتها المسلحة، ويتم استهداف الشعوب من خلال حربٍ نفسية وأخبار كاذبة تبثها كتائب إلكترونية، وهذا ما يتم حالياً فى مصر. الإخوان لديهم كتائب إلكترونية على سبيل المثال يتم استخدام المشاهير مثل: اللاعب محمد صلاح عبر إنشاء حساب إلكترونى فى حب محمد صلاح ويتم نشر كل أخبار اللاعب بشكل عادى ثم تدس شائعة ليس لها أساس من الصحة مثل: شائعة انتشار مرض الكوليرا فى أسوان وهذا غير صحيح.

وماذا عن الخطوة التاريخية التى اتخذتها القيادة السياسية لتنويع مصادر التسليح؟

كان هذا حلماً للقوات المسلحة المصرية خاصة مع التطورات والتغيرات الأخيرة فى المنطقة، وما شكلته من تحدياتٍ ومخاطر مُحتملة وتهديدات، إنه لابد من إعادة النظر فى الأسلحة المُستخدمة بعيداً عن الضغط الأمريكى حتى يتحقق استقلال القرار السياسى، وهذا ما تنبأ به الرئيس السيسى واتخذ القرار وهو الأهم فى تاريخ القوات المسلحة بتنويع مصادر التسليح والانفتاح مع كل الدول الكبرى مثل: فرنسا وروسيا وكوريا وإيطاليا وألمانيا، فعلى سبيل المثال كنا فى أشد الاحتياج إلى مقاتلاتٍ من الجيل الرابع مثل الرافال بمدى 3700 كيلو متر من فرنسا.

التصنيع العسكرى

وما رؤيتك فيما يتعلق بتطوير التصنيع العسكرى؟

الرئيس عبد الناصر بدأ التصنيع العسكرى بإنشاء بعض المصانع ، لكن اندلعت حرب 67 وتوقف التصنيع العسكرى، ثم عادت فى عهد الرئيس مبارك للعمل؛ ولكن من طوّر تلك المصانع هو الرئيس السيسى لذلك تم ترقية الفريق العصار، رحمة الله عليه، إلى فريق بعد التطوير الذى أحدثه فى المصانع الحربية. جميع المصانع تم تطويرها على أحدث التكنولوجيات العالمية وأصبحت لدينا الآن منتجات حربية مصرية صُممت بأيادٍ وعقولٍ مصرية مثل: المدرعة سينا 200، وراجمة الصواريخ رعد 200.

وماذا عن خطة التوسع فى إنشاء القواعد العسكرية وهدفها الاستراتيجى؟

لأول مرة فى تاريخ مصر يصبح لدينا قاعدة فى كل اتجاه استراتيجى، قاعدة محمد نجيب بعد تطويرها مسئولة عن الاتجاه الغربى ناحية ليبيا، وقاعدة 3 يوليو فى «جرجوب» مسئولة عن البحر المتوسط ومقدرات مصر من حقول الغاز، وقاعدة «برنيس» فى البحر الأحمر. لقد تبين الهدف الإستراتيجى لتلك القاعدة بعد التطورات الأخيرة؛ حيث فقدت قناة السويس 6 مليارات دولار، وبالتالى كان لا بد من إنشائها مما يؤكد ذلك على بُعد نظر الرئيس السيسى من خلال رؤيته المستقبلية للأحداث.

طفرة عالمية

وما رؤيتك للطفرة التنموية داخل مصر؟

طفرة عالمية لم تحدث فى تاريخ مصر، ولكنها تُقابل بعدم فهم بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية من ارتفاع بعض أسعار الغذاء، ولكن ما يحدث فى مصر لا يصدقه عقل، لدينا الآن فى كل محافظة ثلاثة أنواع من الجامعات: حكومية وأهلية وخاصة، مما يمنع توافد الطلاب إلى محافظات أخرى للتعلم؛ كما تم تطوير 11 بحيرة فى مصر، وكذلك حفر الأنفاق التى أنهت عزلة سيناء إلى الأبد، ومد الطرق والمحاور التى تُعد شرايين تنمية، واستصلاح 2 مليون فدان جديد حتى ننتج القمح بإذن الله.

من الذى أنقذ مصر فى 25 يناير؟

المجلس العسكرى من خلال 19 قيادة عسكرية بقيادة المشير طنطاوى وأحدث الضباط فى تشكيل المجلس وهو اللواء عبد الفتاح السيسى ولولا حكمة المجلس العسكرى لهذه الأحداث لأصبحنا مثل: سوريا والعراق. المشير طنطاوى رفض إطلاق طلقة واحدة على مدار عشرين شهراً حتى لا تتحول مصر إلى حمامات دم.