في قلب النوبة بمدينة أسوان، تربعت قرية غرب سهيل كأحد أبرز الوجهات السياحية في محافظة أسوان، حيث نجحت في جذب انتباه السياحة المحلية والدولية على حد سواء.
ويعود الفضل في ذلك إلى أهل النوبة الذين تمكنوا من استغلال المقومات الطبيعية والبيئية الفريدة للقرية، ليجعلوها قبلة للسائحين من جميع أنحاء العالم.
ويقول عوض المغربى إبن قرية غرب سهيل النوبية، إن البداية كانت فى الثمانينات عندما زار أول سائح أجنبى أمريكى الجنسية القرية، مستخدمًا مركب شراعى ليسكتشف حياة أهل النوبة الذين يعيشون على الموارد الطبيعة ، حيث تقع القرية فوق سفح رملي غرب نهر النيل، وأُنشئت القرية منذ نحو مائة عام، عند بناء خزان أسوان القديم عام 1902، وتعليته الأولى عام 1912، وترجع تسمية القرية إلى وقوعها غرب جزيرة سهيل.
وأضاف: نزل السائح من مركبه الشراعى وقام بتصوير المنازل النوبية، والتى كانت تعرف بتصميمها الفريد والبسيط، وقد بنيت بمواد طبيعية متوفرة في البيئة المحيطة، فهناك بعض السمات المميزة لتلك المنازل، ثم رجع إلى بلاده بعد أن قضى ايام فى القرية ، وتوالت الأفواج السياحية إلى القرية من هنا كانت البداية.
كانت المنازل تُبنى بشكل رئيسي من الطوب الطيني الذي يتم تصنيعه عن طريق خلط الطين بالماء ووضعه في قوالب ثم تجفيفه تحت أشعة الشمس ،لسقوف المصنوعة من الجريد كانت تستخدم أغصان الأشجار والنخيل والقش لصناعة السقوف، مما كان يساعد في الحفاظ على المنازل باردة خلال فصل الصيف وحمايتها من الأمطار ، كانت الجدران تُبنى بسماكة كبيرة للمساعدة في تنظيم درجة الحرارة داخل المنازل، بحيث تبقى باردة في النهار ودافئة في الليل.
المنازل تتكون من غرف مفتوحة بدون تقسيمات كثيرة، مما يوفر مساحة مفتوحة للعائلة ، الفناء الداخلي جزءًا أساسيًا من المنزل، حيث يستخدم كمكان للجلوس والتجمع ويزود المنزل بالإضاءة والتهوية الطبيعية.. والجدران الداخلية تُزين بنقوش وزخارف هندسية بسيطة تعكس الثقافة النوبية ، المنازل تُطلى بالألوان الطبيعية المتوفرة من الطين والصخور، مثل الأبيض والبني والأصفر.
واستخدام المواد الطبيعية والمتجددة كان يجعل المنازل أكثر استدامة وصديقة للبيئة بالإضافة إلى تصميم المنازل من الطوب الطيني وسماكة الجدران كانت توفر عزلًا حراريًا فعالًا، مما يساعد في مواجهة الظروف المناخية القاسية.
حياة أهل النوبة القديمة كانت مليئة بالتنوع والتنوع الثقافي، يعرفون بمهاراتهم في الصيد والزراعة والتجارة. كانوا يعتمدون بشكل كبير على النيل للري والصيد، وكانوا يعرفون بمهاراتهم في الصناعات المختلفة مثل النسيج والحرف اليدوية.
إنجاز عالمي
وحققت القرية إنجازًا عالميًا جديدًا بفوزها بلقب أفضل القرى الريفية السياحية لعام 2024، وفقًا لما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للسياحة خلال اجتماعات الدورة 122 للمجلس التنفيذي للمنظمة، التي تُعقد حاليًا في مدينة كارتاجينا دي إندياس بدولة كولومبيا.
وهنأ اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان أهالى قرية غرب سهيل النوبية بإعتبارها من أجمل المواقع المتميزة على صفحة نهر النيل الخالد لما تمتلكه من الطبيعة الخلابة ، وبشاشة الوجوه السمراء لأهالها ، الذين يتميزون بحسن وحفاوة الإستقبال لضيوفهم وزائريهم من مختلف الأفواج السياحية والمصريين ، وهو الذى جعلها تمثل أيقونة للتراث الثقافى المصرى ، ولاسيما أنها لاتزال تحتفظ بالطراز النوبى القديم من منازل وعادات أهل النوبة الأصيلة .
وأكد المحافظ، بأن قرية غرب سهيل تشهد طفرة كبيرة من المشروعات المتنوعة فى ظل إهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بها ، وإدراجها ضمن المرحلة الثانية للمبادرة الرئاسية " حياة كريمة " ، ليتم تنفيذ مشروعات بقطاعات العمل المختلفة من شبكات مياه الشرب والصرف الصحى والطرق وغيرها مما يجعلها بانوراما جمالية متكاملة الأركان ،وتحقق مزيد من الجذب للحركة السياحية ، وتحويلها لأكبر مركز ومقصد للسياحة الريفية والبيئية والعلاجية والإستشفائية .