حين يعصف البحر، يصبح الصمود قصة بطولية تُحكى، وتتحول كل موجة إلى شاهد على صراع الإنسان مع قسوة الطبيعة، بين أمواجٍ لا تعرف الرحمة، وقاعٍ يضم أسرارًا دفينة، عاش يوسف، الغطاس الشاب، ساعاتٍ عصيبة جعلت من نجاته معجزة تُروى للأجيال.
في حادث مأساوي قبالة سواحل مرسى علم، كان يوسف على متن مركبٍ سياحي انقلب وسط الأمواج العاتية، قضى الشاب 24 ساعة كاملة داخل كابينة المركب الغارق، وقد كتب القدر له ولرفيقيه الأجنبيين البقاء على قيد الحياة، لم تغمر المياه الكابينة بالكامل، لتصبح شريان الحياة الوحيد لهم وسط الظلام والرعب.
اقرأ أيضا| القوات البحرية تنجح في إنقاذ شخص فنلندي بحادث مركب مرسى علم
بينما كان يوسف يقاتل من أجل البقاء، كانت أسرته تعيش لحظات من القلق والحزن المكتوم، أخفى والده الخبر عن والدته خوفًا على قلبها الذي لن يحتمل هذه الصدمة، ولكن الحقيقة تسربت حين قرأت شقيقته الخبر على الإنترنت.
على الجهة الأخرى، كان عمه، غواص محترف يعمل في نفس المجال، جزءًا من فريق الإنقاذ التابع للقوات المسلحة، بروح التضحية والإصرار، غاص في أعماق البحر مع زملائه لإنقاذ الأرواح، ليخرج يوسف حيًا من بين أنياب الغرق، محاطًا برفيقيه اللذين تشاركا معه هذه التجربة المروعة.
القصة ليست مجرد حادث نجاة؛ إنها شهادة على الشجاعة، التضحية، ورباطة الجأش، يوسف اليوم ليس فقط ناجيًا من حادث أليم، بل هو رمزٌ للأمل الذي يلوح حتى في أحلك الظروف، في كل مرة نسمع فيها عن بحرٍ غادر، نتذكر أن الإنسان قادرٌ، بروحه الصامدة وإيمانه بالحياة، على مواجهة المستحيل.