وقف إطلاق النار يقترب

لبنان يشكو لمجلس الأمن.. وطيران الاحتلال يقصف الليطانى

الدخان يملأ سماء بيروت عقب غارة للاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت
الدخان يملأ سماء بيروت عقب غارة للاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت


بيروت - وكالات الأنباء:
أعلن لبنان، أمس، اعتزامه تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولى ردا على استهداف إسرائيل المتواصل والمتعمد لجيشه، منذ بدء عدوانها فى 8 أكتوبر 2023، والذى تصاعد بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية.


ودعا البيان «الدول الأعضاء فى مجلس الأمن إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجيش، واعتبارها خرقا فاضحا للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية، لا سيما القرار 1701».


فى الوقت نفسه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى قصف 30 هدفا فى جنوب لبنان أمس، واستهداف مبنى فى قلب العاصمة بيروت، فى وقت أصدر الجيش الاسرائيلى 20 أمر إخلاء لمناطق فى الضاحية الجنوبية لبيروت.


فى هذه الأثناء، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن تل أبيب تستعد لمناقشة مسودة اتفاق لوقف إطلاق نار محتمل مع لبنان «تمهيدا للمصادقة عليه».
فى هذا السياق، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن التقديرات فى إسرائيل تشير إلى أن وقف إطلاق النار فى لبنان سيدخل حيز التنفيذ اليوم فى الوقت نفسه، أعلن جيش الاحتلال تنفيذ غارات فى منطقة نهر الليطانى فى جنوب لبنان، وهى المنطقة التى تريد الدولة العبرية من حزب الله أن يتراجع إلى حدودها فى حال أبرم اتفاق لوقف إطلاق النار.
فيما أعلنت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلى شارين هسكل أن مجلس الوزراء الأمنى الإسرائيلى المصغر سيجتمع لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار المقترح فى الحرب مع حزب الله اللبناني وأضافت هسكل «يجب أن يكون هناك قرار ومناقشة، وقد يكون هناك تصويت أيضا».
وذكر موقع «اكسيوس» الاخبارى أن مسودة الاتفاق بين الجانبين تستند إلى المقترح الأمريكى الذى يتضمن هدنة لمدة 60 يوما تقوم خلالها القوات الإسرائيلية وحزب الله بالانسحاب من جنوب لبنان على أن ينتشر فيه الجيش اللبناني.


وتوالت التصريحات من مصادر مختلفة بشأن قرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى لبنان، فى حين أكد وزراء فى الحكومة الإسرائيلية أن أسبابا «سرية ومعقدة» تدفع لاختيار الاتفاق رغم عيوبه. وقال وزير الخارجية اللبنانى عبد الله بو حبيب إنه يأمل فى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار خلال ساعات وأضاف الوزير أن الجيش اللبنانى سيكون مستعدا لنشر 5 آلاف جندى على الأقل فى جنوب لبنان بمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية، وإن الولايات المتحدة قد تلعب دورا فى إعادة بناء البنية التحتية التى دمرتها الضربات الإسرائيلية.


وأكد بو حبيب أن وجود المقاومة فى لبنان مرتبط باستمرار الاحتلال الإسرائيلي، وقال «لا نستطيع أن نوقف المقاومة ما دام هناك احتلال».
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن ملتزم بالعمل نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى لبنان، وأكد فى بيان تحقيق تقدم فى مفاوضات التوصل إلى حل دبلوماسى ومواصلة العمل من أجل هذا الهدف. وفى إسرائيل، اجتمع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مع رؤساء بلديات الشمال لإطلاعهم على الاتفاق المرتقب. بدوره، قال السفير الإسرائيلى لدى واشنطن مايكل هرتسوج إن إسرائيل قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق مع لبنان، وإن ذلك قد يحدث خلال أيام. ويأتى ذلك وسط معارضة للاتفاق يقودها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومى إيتمار بن غفير ودعا بن غفير إلى الاستمرار فى الحرب على لبنان، واعتبر أن الاتفاق المرتقب «خطأ كبير وتفويت لفرصة تاريخية لاجتثاث حزب الله»، وأضاف أن إسرائيل يجب أن ترفض وقف إطلاق النار، لأن «حزب الله ضعيف ويتوق إلى وقف الحرب». وقال بن غفير «نضيع فرصة تاريخية لتركيع حزب الله وبإمكاننا الاستمرار فى سحقه»، ووصف الاتفاق المرتقب بأنه «اتفاق موقع على الجليد»، وأكد أن حزب الله سيعود للتسلح مرة أخرى. بدوره، قال سموتريتش إن «أى اتفاق لن تكون له قيمة أكبر من الورقة الموقع عليها، والمهم أننا هشمنا حزب الله، وسنواصل تهشيمه».


كما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلى عن وزير التراث عميحاى إلياهو تأكيده أنه سيعارض التوصل إلى اتفاق مع لبنان، إلا أن كان الغرض منه هو كسب الوقت حتى تسلم الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب السلطة مطلع العام المقبل.
فى المقابل، قال وزراء فى الحكومة الإسرائيلية لصحيفة «إسرائيل اليوم» إن «ثمة أسبابا معقدة وسرية تدفع إسرائيل لاختيار الاتفاق رغم عيوبه»، كما قال مسئول دبلوماسى لهيئة البث الإسرائيلية إن الاتفاق المرتقب «سيكون هشا لكنه من مصلحة إسرائيل».