أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن قمة تغير المناخ العام المقبل في مدينة بيليم البرازيلية /كوب 30/ يجب أن تكون بمثابة نقطة تحول للوفاء بالوعود وضمان أن تصبح العدالة المناخية حقيقة واقعة .
وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي، أن حالة من السخط تعم العالم الفقير إزاء فشل الدول الغنية في الوفاء بالتزاماتها، موضحة أن النص النهائي "المتسرع" في قمة /كوب 29/ التي عقدت في باكو يقوض الثقة بين الدول، إذ أن الالتزامات غير الكافية بتمويل المناخ تجعل الدول الأكثر ضعفا تطالب بالعدالة.
وقالت إن الفرض المتسرع للاتفاق في /كوب 29/، على الرغم من اعتراضات الدول الأكثر فقرا، قد أدى إلى تفتيت الثقة العالمية وتقويض التقدم الأخير .
وأوضحت الصحيفة أن /كوب 29/ كان من المفترض أن يكون "مؤتمر التمويل" عندما وعدت عشرون دولة صناعية - بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا وكندا - بدفع تعويضات للدول النامية، وبدلا من ذلك، تقول الدول النامية - بقيادة مجموعة تضم الهند ونيجيريا وبوليفيا - إن اتفاق نهاية هذا الأسبوع بقيمة 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2035 قليل ومتأخر للغاية. والأسوأ من ذلك، أن حكومات العالم الغني ستكون قادرة على التهرب من التزاماتها من خلال الاعتماد على النقد من الشركات الخاصة والمقرضين الدوليين.
◄ اقرأ أيضًا | «الجارديان» تُعري الصمت الرياضي تجاه المآسي الإنسانية في غزة
ويقول خبراء مستقلون إن العالم النامي، باستثناء الصين، سيحتاج إلى 1.3 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2035 لتمويل انتقاله الأخضر والحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة بما يتماشى مع اتفاق باريس. ووصفت الدول الفقيرة هدف تمويل المناخ، الذي دفعت به الرئاسة الأذرية للمؤتمر، بأنه حكم بالإعدام على أولئك الذين يغرقون بالفعل تحت مياه البحار المرتفعة ويواجهون تكاليف مدمرة.
وبحسب الجارديان، يقول زعماء الجنوب العالمي أن الدول الغنية، المسؤولة عن أزمة المناخ، أجبرت الدول الضعيفة على الاعتراف باتفاقيات جوفاء من خلال الإكراه في اللحظة الأخيرة. ويتعين على العالم الفقير أن يقبل الفتات خوفا من انهيار عملية مؤتمر الأطراف بالكامل - وهو المنتدى الوحيد الذي تمنح فيه تلك الدول صوتا - بينما تتهرب الدول الغنية من التزاماتها الأخلاقية والتاريخية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ثمة دلائل تشير إلى أن الملوثين الكبار أصبحوا جادين - وخاصة بين الاقتصادات العملاقة الناشئة حديثا. فقد تعهدت إندونيسيا، إحدى أكبر 10 دول في العالم من حيث انبعاثات الكربون، بالتخلص التدريجي من الفحم وغيره من الوقود الأحفوري في غضون 15 عاما وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، قبل عقد من هدفها السابق .
وفي ختام افتتاحيتها، شددت الصحيفة على ضرورة أن يترجم الكلام إلى عمل، إذ لم تكن الضرورة الأخلاقية والعملية للمساواة والطموح أكثر وضوحا من أي وقت مضى، لذلك يجب أن تكون محادثات الأمم المتحدة العام المقبل في بيليم بمثابة نقطة تحول للوفاء بالوعود وضمان أن تصبح العدالة المناخية حقيقة واقعة.