سامى المقدم، روائى تونسى من مواليد 1982، وهو خبير محاسبات، وصاحب دار النشر بوب ليبريس، شارك فى إصدار سلسلة «روايات تونسية للجيب»، بعدما تأثر كثيراً بـ«روايات مصرية للجيب»، يكتب أعماله الروائية باللغتين العربية والفرنسية، وحصل على عدة جوائز أدبية على المستوى الإفريقى منها جائزة الكومار الذهبية عن «ثلاثية قرطاج»..
روايات الجيب التونسية، كيف جاءت الفكرة وإلى أى مدى تأثرت بروايات الجيب المصرية؟
روايات الجيب التونسية هو مشروع خرج إلى النور فى أوائل 2021، واليوم لدينا 8 سلاسل و58 عنواناً، طبعاً فكرة السلاسل المشوقة للشباب مستوحاة من مشروع القرن الثقافى للمرحوم حمدى مصطفى، مؤسس روايات مصرية للجيب، لكن السلاسل نفسها تختلف إختلافاً جذرياً، فتغيب أعمال الجاسوسية والمخابرات ،والبطولة الفردية، وتحضر «الفانتازيا»، والرواية التاريخية ،والرعب ومغامرات القراصنة، طبعاً المؤلفون جميعهم من عشاق روايات مصرية للجيب، أو فلنقل من مدمنى كتابات د.نبيل فاروق، وأحمد خالد توفيق، رحمهما الله، ولقد تضمنت الأعداد الأولى من السلاسل إهداء إلى روحيهما.
ما تقييمك لتجربة روايات «الجيب» التونسية؟
بالنسبةإلى تجربة أولى أعتقد أن النجاح حالفنا رغم ضعف إمكانيات التوزيع والإشهار وعزوف الشباب عن القراءة، لاحظنا إقبالاً لا بأس به على هذا الطراز الأدبى الجديد فى تونس، لكننا لا نزال فى بداية الطريق، فنحن نطمح إلى سلاسل إضافية، فتنقصنا مثلاً سلسلة رومانسية، وسلسلة تدور فى عالم الجاسوسية والمخابرات، وسلسلة أشرطة مصورة، ونحن نود أن تكون روايات الجيب التونسية حاضرة بقوة فى المدارس والمعاهد، وأن يلتقى التلاميذ بالمؤلفين بصفة منتظمة لإثراء النقاش، والإجابة عن أسئلتهم حول عالم الكتابة والنشر، بل والتقاط بعض المواهب الشابة، والعمل على صقلها لتنظم بدورها المشروع، والحمد لله نالت دار النشر جائزة معرض تونس الدولى للكتاب كأفضل ناشر لكتب الأطفال واليافعين 2023.
هل تشعر بالفرق بين الكتابة باللغات مختلفة ؟
فى البداية بدأت بالكتابة باللغة الفرنسية التى أتقنها، فاللغة العربية رغم إجادتى لها كانت ترهبنى، ثم قررت كسر الحاجز، وكتبت روايتى الأولى باللغة العربية «مقبرة الفراشات»، وكدتُ أتركها فى الدرج لولا تقييم لجنة القراءة الإيجابى الذى شجعنى على نشرها، ولا أشعر بفارق حقيقى عند الكتابة باللغتين، لكننى صرت أميل أكثر إلى الكتابة باللغة العربية، ورغم هذا فإن الرواية التى حازت على جائزة الدولة هذا العام ناطقة باللغة الفرنسية، ولقد جرت ترجمتها إلى اللغة العربية تحت عنوان «غربان سانت أكزوبري».
وبمن تأثرت من الأدباء العرب والمصريين؟
تأثرت طبعاً بالعراب أحمد خالد توفيق؛ ود.نبيل فاروق؛ والدنا الشرعى جميعاً، والذى جعلنا نعشق القراءة، فيما بعد تعرفت على أحمد مراد، وصرت بالغ الشغف بالأقلام المصرية حتى لو ابتعدت عن الأجواء المثيرة، وأحببت كتابات «ريم بسيونى»، و»طارق إمام»، و»نورا ناجى»، و»نائل الطوخى»، و»طلال فيصل»، وأتابع بكل إهتمام إصداراتهم.
وما عملك المقبل؟
رواية حول قاتل متسلسل فى القرن التاسع عشر قبل الاستعمار الفرنسى لتونس بقليل، وهى تاريخية «بوليسية» اجتماعية تلقى بالضوء على فترة قاسية من التاريخ التونسى.