فى 30 نوفمبر، تحل الذكرى العاشرة لرحيل الأديبة الكبيرة والناقدة المتميزة د.رضوى عاشور، التى تمكنت من تخليد تاريخ الأندلس وبرعت فى تجسيد مأساة القضية الفلسطينية على روايتيها: «ثلاثية غرناطة» و«الطنطورية»، ولن تختصر بصماتها على هذين العملين الخالدين، فقد كتبت روايات أثيرة مثل «خديجة وسوسن» و«فرج» و«أطياف» و«قطعة من أوربا» و«حجر دافئ» و«سراج» وإضافة إلى مجموعات قصصية مثل «تقارير السيدة راء» و«رأيت النخل» وفضلا عن كتب نقدية مهمة منها: «الحداثة الممكنة» و«الطريق إلى الخيمة الأخرى- دراسة فى أعمال غسان كنفاني» قد كتبت رضوى سيرتها الذاتية فى جزءين «أثقل من رضوى» و«الصرخة».
ترصد «ثلاثية غرناطة»، حياة العرب فى الأندلس، قبل سقوطها بسنوات، وعنها تحدثت رضوى فى إحدى الندوات قائلة: استعنت بالعديد من الكتب التى تتحدث عن التاريخ القديم للأندلس، وقمت برحلة إلى إسبانيا حتى أستطيع أن أرى روح المكان، اقبض عليها وأطلقها داخل سطور الرواية، وأثناء تجولى وصلت إلى مسجد قرطبة، فى هذه اللحظة بكيت وعلمت أننى وصلت إلى خاتمة الرواية وبأن «غرناطة» قد ضاعت من أيدى العرب، وعدت إلى مصر».
ابتكرت «رضوى» فى روايتها- التى اختيرت ضمن أفضل مائة رواية عربية- شخصية «مريمة»، حين تلتقى بها فى النص، تشعر أنها تحمل الروح الشرقية فى إسبانيا، الأندلس سابقا، وقد اشتهرت هذه البطلة بين القراء، بسبب جملة «لا وحشة فى قبر مريمة»، حيث صارت مريمة من الشخصيات الروائية البارزة فى تاريخ الرواية المصرية مثل «السيد أحمد عبد الجواد» لنجيب محفوظ، و»صالح هيصة» لخيرى شلبى، «نعمان عبد الحافظ» لمحمد مستجاب.
كما وقع لـ«رضوى» حادث طريف بسبب «مريمة»، حين نظمت دار الشروق ندوة لمناقشة أعمالها عام 2011، حيث تفاجأت رضوى أن نصف الحاضرين أطلقوا على بناتهم اسم «مريمة». أما رواية «الطنطورية»، نجحت فى توثيق تاريخ جرائم الصهاينة التى ارتكبها المحتالون فى فلسطين، حيث اختارت رضوى قرية «الطنطورة» الواقعة على الساحل الفلسطينى جنوب حيفا لتكون مسرح أحداث الرواية، حيث تعرضت هذه القرية عام 1948 لمذبحة على يد العصابات الصهيونية.