( مفروسة أوى)

أمانى ضرغام
أمانى ضرغام


لو رجعنا بالزمن حبة سنين حلوين كده حنلاقى كلمات كتير كنا بنقولها وبنحرص عليها.. لكن تاهت مننا.. ونسيها ناس كتير، وحتى اللى فاكر يقولك وأنا مالى.. فى إعلان صريح عن أنه اشترى دماغه وقرر ميفكرش أسلم ما الناس تلومه.. أول الحاجات دى الصبر.. كم مكان دخلته زمان ووجدت لوحة الصبر مفتاح الفرج، بالتأكيد كتير.. لكن اللوحة دى اختفت من بيوتنا ومحلات أكل العيش وكمان من تراثنا المجتمعى.. مفيش حد بيقولك أو حتى بيقول لنفسه اصبر لما نفهم لا.. مفيش كده.. أتصرف على طول أضرب أشتم.. رد.. خد حقك تالت ومتلت.. إنما اصبر نفهم أو نعرف إيه حصل أو إيه السبب، لا كده تبقى دقة قديمة.. ومعندكش إرادة، وكأن الإرادة والصبر والتروى والفهم هى العيوب والتسرع والشر والغلط فى بعض هو الشيء الطبيعى! جملة أخرى كنا نرددها قبل عدة سنوات ثم تغيرت تماما وهى (مكنش يقصد) وهى جملة التماس السماح لشخص أخطأ بدون قصد ويحاول أن يعتذر ويصلح خطأه استرضاء للطرف الآخر اللى بالتأكيد عزيز على قلبه، هذه الجملة البسيطة ذات المعانى الراقية استبدلت فى غفلة من الزمن بكلمة لا أعرف إزاى حلت محل مكنش يقصد وهى حوارات.. وحوارات تطلق على الشخص اللى بيلف ويدور أو يرتكب خطأ وحتى لو اعترف بيه فالطرف الآخر لا يسامحه ويقولك ده بتاع حوارات، طيب يا جماعة أنا مكنش قصدى.. لآ أنت شخص بتاع حوارات! وهكذا تحول الأمر من الاعتذار البسيط وتصليح الخطأ وهذا وارد أن تفعل شيئا بدون قصد الإساءة وتعتذر، إلى كونك شخصية بتاعة حوارات وتقصد إيذاء من هو أمامك وأنك تخليه يلف ويدور حوالين نفسه!
الكلمة التالتة واللى كنت مبحبهاش زمان وأنا أصغر سنا ولكن لما كبرت لقيتها كلمة قد تكون فى بعض الأحيان رائعة وهى كلمة (معلش) ومعلش مقصود بيها استعطاف الشخص المخطئ لمن أخطأ فى حقه بأدب حتى يسامحه.. هذه الكلمة نسيناها جميعا وتحولت إلى مفيش غير كده ولو كان عاجبك .