يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتولي مهمة قد تكون الأكثر تعقيدًا في بداية ولايته الرئاسية، وهي التوسط لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، مُهمةٌ تحمل أبعادًا سياسية وأمنية دقيقة، تأتي في إطار إرث ثقيل من إدارة الرئيس الحالي جوب بايدن وتحولات إقليمية كبرى.
عاد دونالد ترامب إلى الواجهة السياسية، مصحوبًا بوعود كبرى أبرزها إنهاء الحرب على غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين، ولكن السؤال، هل يمتلك ترامب الأدوات والتأثير الكافيين لتحقيق هذا الهدف؟؟
اقرأ أيضًا| أمريكيون عرب يطالبون بإنهاء حرب غزة.. هل يفي ترامب بوعده؟
مفاوض جديد على الساحة.. وعود ترامب بإعادة الرهائن
أفادت المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي المنتخب كارولين ليفيت، لموقع «أكسيوس» الأمريكي، بأن الرئيس المقبل دونالد ترامب سيعمل كمفاوض رئيسي لإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وذلك في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية التي دخلت عامها الثاني في القطاع المنكوب.
ووفقًا للموقع الأمريكي ذاته، فقد جاءت هذه الخطوة، ضمن خطط ترامب لإنهاء النزاع الدائر، معتمدًا على رؤية استراتيجية قد تمنحه دورًا أكثر فاعلية مقارنة بالرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، حيث إنه بحسب مصادر أمريكية وإسرائيلية، يتوقع أن يكون تأثير ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أكبر من تأثير بايدن خلال فترة ولايته التي ستنتهي بتسليم حليفه ترامب السُلطة في العشرين من يناير المُقبل.
ويُعزى ذلك إلى علاقتهما الوثيقة ورغبة الطرفين في التوصل لحلول سريعة بحسب الموقع الأمريكي، ومع ذلك، تواجه خطواتهما تحديات كبيرة، أبرزها رفض حركة «حماس» الفلسطينية لأي حلول لا تشمل انسحاب إسرائيل من غزة، فيما نقلت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لنتنياهو صعوبة التفاوض مع «حماس» دون تقديم تنازلات، وهو ما يضع ترامب أمام معضلة سياسية، فهل سيقبل ترامب بالضغط على نتنياهو لتخفيف مواقف إسرائيل، أم سيتمسك بنهجه التقليدي الذي يضع «أمن إسرائيل فوق كل اعتبار؟؟».
ترامب في مهمة الوسيط
عقب فوز ترامب في انتخابات أمريكا 2024 هاتفه الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج ليهنئه، لكن المكالمة أخذت منحىً مختلفًا عندما أشار هرتسوج إلى ضرورة التحرك العاجل لإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ورد ترامب بشكل صادم بأن معظم الرهائن قد يكونون قد لقوا حتفهم، لكن الاستخبارات الإسرائيلية أكدت أن نصفهم ما زالوا أحياء، مما فتح الباب أمام مسؤولية جديدة لترامب قبل حتى توليه المنصب رسميًا، وفقًا للموقع الأمريكي ذاته.
ترامب ونتنياهو.. علاقة نفوذ وتأثير
يرى مسؤولون إسرائيليون أن ترامب، بخلاف بايدن، يمتلك تأثيرًا كبيرًا على بنيامين نتنياهو، فترامب كان قد صرح برغبته في إنهاء الحرب على غزة سريعًا، ما قد يدفعه للضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى صفقة لإطلاق الرهائن، في حين يرى البعض الآخر، أن هذه العلاقة ستمنحه دورًا فاعلًا في تحقيق اختراق في الأزمة، خاصة مع عدم نجاح بايدن في التأثير على موقف نتنياهو المتشدد.
اقرأ أيضًا| وقف إطلاق النار| هل ينجح بايدن في إرساء السلام بغزة قبل عودة ترامب؟
تحركات استباقية.. ما قبل 20 يناير
وفقًا لمارك دابويتز، رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمقرب من فريق دونالد ترامب، قال: "إن على الرئيس الأمريكي المنتخب أن يباشر فورًا بالضغط للإفراج عن الأسرى قبل موعد تنصيبه"، ويرى دابويتز، أن ترامب يحتاج لإرسال رسالة صارمة إلى كافة الأطراف، مفادها أن إطلاق سراح الأسرى شرط أساسي لأي وقف لإطلاق النار في غزة، مع التأكيد على عواقب عدم الامتثال لهذا الطلب.
وأفاد موقع «أكسيوس» الأمريكي، بأن فرص التوصل إلى صفقة لإطلاق الأسرى أو وقف إطلاق النار قبل إنتهاء فترة بايدن تبدو «ضئيلة» مع بقاء أقل من شهرين على تنصيب ترامب، يبدو أن الأزمة ستنتقل إلى طاولة الرئيس الجديد، خاصة مع وجود سبعة رهائن أمريكيين في غزة، يعتقد أن أربعة منهم فقط على قيد الحياة.
تعنت نتنياهو
أما عن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، فهي متعثرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حيث أفادت تقارير بأن الموساد و"شين بيت" أبلغوا نتنياهو أن حماس ترفض التخلي عن شرط الانسحاب الكامل من غزة، لكن نتنياهو رفض مقايضة الحرب بصفقة للرهائن، مؤكدًا أن ذلك سيمنح حماس فرصة للبقاء، مما يضع إدارة ترامب المقبلة أمام تحديات معقدة.
وأخيرًا، فما بين رغبة دونالد ترامب في استغلال نفوذه على نتنياهو لإنهاء الحرب على غزة سريعًا، وتعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بشأن شروط وقف إطلاق النار في غزة، تبدو الأزمة معقدة، خاصة مع اقتراب تنصيب ترامب في العشرين من يناير المقبل، قد تصبح قضية الأسرى الإسرائيليين أول اختبار حقيقي لرئاسته، فهل ينجح ترامب في تحقيق اختراق يُنهي الأزمة؟
اقرأ أيضًا| أشهُر البطة العرجاء| ما مصير قضايا بايدن العالقة قبل تسليم مقاليد الحكم؟