مهرجان القاهرة الـ٤٥ أفلام متنوعة وبرنامج ثرى وموقف سياسى يغفر الأخطاء

حسين فهمى برفقة أحمد حلمى فى مهرجان القاهرة السينمائى
حسين فهمى برفقة أحمد حلمى فى مهرجان القاهرة السينمائى


اختتمت الجمعة الماضية فعاليات الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بعد تسعة أيام صاخبة تجول فيها صناع السينما ومحبوها وحتى صناعها بين قاعات دور العرض المختلفة المخصصة للمهرجان فهنا فيلم يعرض للمرة الأولى دوليا وهناك آخر حصل على جائزة ما فى مهرجان دولى عريق واليوم ندوة خاصة عن موضوع سينمائى شائك وغدا جلسة حوارية عن صناعة السينما ومستقبلها وهكذا، لم يدع الزخم مجالا للاسترخاء وكأن الجمهور والنقاد على حد سواء يركضون فى سبق مدته تسعة أيام لتحصيل الكم الأكبر من الاستفادة.

فهذا بالطبع نجاح كبير لدورة المهرجان هذه، فهناك أكثر من 190 فيلمًا متنوعًا جاءت من 72 دولة مختلفة وورش لتدعيم الصناعة وأيضا عروض خاصة للسجادة الحمراء بلغت 16 عرضًا حتى الدراما كانت حاضرة من خلال عرض حلقتين لمسلسل «موعد مع الماضى» للفنان آسر ياسين.



اقرأ أيضًا | قبل انطلاقه رسميًا| فعاليات اليوم الأول لـ «مؤتمر أدباء مصر»

ورغم أننا كجمهور نغض البصر عن أى أخطاء جاءت فى هذه الدورة بل ونغفرها ونخلق الأعذار لها من أجل الموقف الرسمى المشرف للمهرجان من القضية الفلسطينية وتبنيها فإن هناك ملاحظات -ليست بكارثية- شابت هذا المحفل الدولى ومنها التغيير المستمر لجدول الفعاليات وإضافة فعاليات جديدة وحذف أخرى بعد توزيع الجدول على المختصين، أيضا عدم وجود كوتة لتذاكر الأفلام المخصصة للصحفيين والنقاد إضافة إلى تأخير عرض عدد من العروض لمدد مختلفة مثلما حدث فى عرض فيلم «وين صرنا» للفنانة درة فى تجربتها الإخراجية الأولى والفيلم الإيطالى «the contract» وعدد آخر من العروض إلا أن إدارة المهرجان عبر مديرها الناقد عصام زكريا اعترفت بهذه الأخطاء وقدمت اعتذارا للجمهور ومن ثم حاولت تلافى الأمر فى أيام المهرجان التالية.

حتى الاتهام الذى تعرض له المهرجان بعرض أفلام مستواها الفنى لا يليق بعرضها ضمن مهرجان عريق مثل القاهرة السينمائى يمكن أن يتم تجاوزه أو تجد إدارة المهرجان مبرراته له فآثار كورونا ما زالت تترك بصمتها على صناعة السينما وعديد من المهرجانات الدولية الكبرى تعانى من هذا الأمر.

إلا أن ملاحظتين لا يغتفران جاءا فى هذه الدورة الأولى تتمثل فى عدم ترجمة عدد من الأفلام المهمة أو التنويه لعدم ترجمتها فى جدول المهرجان الذى تم توزيعه مثلما حدث فى الفيلم البريطانى «in camera» وكأن إدارة المهرجان لا يعنيها أمر الجمهور وهذا ما لا يحدث فى المهرجانات الكبرى، فهناك يتم ترجمة الفيلم للغة بلد المهرجان بالإضافة إلى الإنجليزية.

أما الملاحظة الثانية فهى الخلافات الخفية بين رئيس المهرجان حسين فهمى ومديره الناقد عصام زكريا التى تمثلت فى الخلط فى اختصاصات كل منهما هذا الأمر كان لا يعلمه سوى القريبين من المهرجان وإدارته وكان من الممكن أن يتم تجاوز هذا الخلاف مع مرور الأيام إلا أن التراشق الواضح بين الطرفين قد خرج للعلن وباتت مواقع التواصل الاجتماعى وعناوين عدد من الصحف ساحة لذلك الأمر وهو ما لا يليق أبدا باسم وحجم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

أخيرا لا أعلم ما إذا كان بعض النجوم الذين تخلفوا عن حفل افتتاح المهرجان قد شعروا فجأة بالمسئولية تجاه بلدهم ومهرجانها الرسمى أم أن الهجوم الذى تعرضوا له من الجمهور هو ما دفعهم للحضور إلا أن عددا لا بأس به حضروا مراسم ختام المهرجان ومنهم الفنان أحمد حلمى وخالد الصاوى وكندا علوش وعايشة بن أحمد وعمرو سعد وأمينة خليل وعدد آخر من النجوم.