فى مثل هذه الأيام.. تحديدًا يوم 22 نوفمبر من عام 2022، خسر منتخب الأرجنتين من السعودية فى بداية مبارياته بنهائيات كأس العالم التى استضافتها قطر، وتحدث الكثير أن حلم الأرجنتينى ليونيل ميسى كاد أن يتبخر، وربما لن يستطيع تكملة الجزء المفقود فى حياته الكروية، وهو التتويج بمونديال المنتخبات، إلا أن هذه الخسارة كانت استفاقة لـ«البرغوث» ورفاقه، وتمكنوا من تخطى الهزيمة بالفوز فى مباراة تلو الأخرى، حتى تمكنوا من تحقيق اللقب بعد غياب دام 36 عاما، حيث يعد هذا اللقب هو الثالث تاريخيًا للأرجنتين، وسبقه اللقب الثانى لعام 1986 والذى رفعه الأسطورة مارادونا.
للمثال المذكور شبه قليل بما حدث مع منتخب مصر للناشئين، فقد اصطدم فى بداية منافسات دورة شمال إفريقيا بالمغرب المؤهلة لنهائيات كأس الأمم بمنتخب المغرب الذى فاز على ناشئى مصر بنتيجة ثقيلة للغاية وهى 5/1، وخرج أحمد الكاس المدير الفنى لمنتخب الناشئين، وتحدث بكل صراحة وقال إنه والجهاز الفنى بالكامل يتحملون مسئولية الهزيمة، وأكد ثقته باللاعبين المنضمين، ومن الذكاء ما فعله الكاس، لأنه تعامل مع اللاعبين بكل احترافية، وركز على الجانب النفسى، وهو ما فعله فى التدريبات التالية للهزيمة، وتحدث مع اللاعبين بأنهم قادرون على تخطى الخسارة، ولم يعد هناك وقت للحزن، وعليهم تحقيق الهدف المطلوب من رحلة المغرب.
اقرأ أيضًا | كولر يلوم اللاعبين على الفرص السهلة أمام الاتحاد .. وغالى رئيسًا لبعثة جوهانسبرج
الخسارة لم تمر مرور الكرام فى الإعلام الرياضى والشارع المصرى، خاصة أن المغرب أصبحت عقدة كروية على كل منتخبات مصر، ففى أولمبياد باريس الأخيرة، خسر المنتخب الأولمبي من المغرب بنتيجة كبيرة وهى 6/صفر، بقيادة البرازيلي ميكالي وكان آنذاك المنتخب الأولمبي ينافس على المركز الثالث والرابع فى الأولمبياد.
وبالعودة مرة أخرى إلى ناشئى مصر، فقد واجه الكاس العديد من المطبات فى طريقه إلى التصفيات لعل أبرزها، أزمة تسنين اللاعبين، وتم اكتشاف تسنين ما لا يقل عن 8 لاعبين من بينهم 5 عناصر أساسية، وتم استبعادهم من البطولة، لكن تمكن الكاس من التخطى، ووثق فى المجموعة الحالية، وبالفعل كانوا عند حسن ظنه، وظن الجميع، وأثبتوا أن ليس الجواب يظهر من عنوانه! وتأهلوا إلى كأس الأمم الإفريقية العام المقبل بعد غياب دام 14 عاما.
مجموعة مصر لم تكن سهلة فى التصفيات، لكنه بعد الخسارة من المغرب، تمكن من تحقيق الفوز والعودة سريعًا أمام ناشئى الجزائر بنتيجة 2/1، وتكررت نفس النتيجة بالفوز على ناشئى المنتخب التونسى، قبل أن يختتم الكاس مع ناشئى مصر مبارياته بالفوز على منتخب ليبيا بنتيجة كبيرة وهى 7/1 وكان يحتاج منتخب مصر إلى التعادل على الأقل مع ليبيا ليتأهل كثانى المجموعة، لكن الفوز منحه الأفضلية والصدارة بـ9 نقاط، يليه المغرب 8 نقاط، ثم تونس 7 نقاط، ثم الجزائر 4 نقاط، وأخيرًا منتخب ليبيا بدون أى نقطة، وتمكن منتخب مصر للناشئين فى النهائية من التتويج بالتصفيات والحصول على الكأس بقيادة الكاس الذى خرج وشكر جهازه الفنى واللاعبين والجماهير على المساندة والثقة رغم صدمة البداية.