رجل طيب يعمل في صناعة الحصير، وكلما وجد مصليا يصلى على قطعة قماش يسرع إليه ويفرش أمامه حصيرة جديدة، وكان في ذلك الوقت تفرش المصليات بالحصير، وفي يوم جاءته رؤية عجيبة!!
رأى عنقود من العنب يتدلى من ظهره والناس تأتي من كل اتجاه وتأكل من العنب ولا ينقص منه شيئا ولما تكررت هذه الرؤيا ذهب إلى أحد المشايخ وقص عليه رؤيته فسأله الشيخ: هل لديك أبناء؟
فقال له: لدي طفل صغير عمره عامان. فقال له الشيخ: ألحقه بالأزهر الشريف فسوف يكون له شأن كبير.. وكان هذا الطفل هو الشيخ محمود خليل الحصري الذي ختم القرآن الكريم في عمر الثامنة، وأول من سجل المصحف المرتل في جميع أنحاء العالم بطريقة رواية حفص عن عاصم ورفض أخذ أجرة مالية عليها.
تفرغ محمود الحصري، منذ الصغر إلى دراسة علم القراءات، ثم توسع في علم القرآن الكريم، وقد ساعده صوته العذب والأداء المتميز على التفوق في امتحان الإذاعة عام 1944، وكان ترتيبه الأول على جميع المتقدمين.
وفي عام 1950 عين قارئا للمسجد الأحمدي بطنطا، ثم في عام 1955 عين قارئا لمسجد الحسين بالقاهرة، وهو أيضا أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم لترعى مصالحهم.
وفي عام 1961 عين بالقرار الجمهوري شيخ عموم المقارىء المصرية،
وفي منتصف التسعينيات، نشر تقريرا عن الشيخ محمود خليل الحصري جاء فيه إنه أول من رتل القرآن الكريم في الكونجرس الأمريكي، وليس الشيخ عبدالحليم محمود، بينما الشيخ عبدالحليم محمود أذن لصلاة الظهر لأول مرة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك
وقد رافق الشيخ محمود خليل الحصري الرئيس الراحل أنور السادات لزيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة، واعتز الشيخ الحصري بلقائه بالرئيس كارتر.
كما أنه في إحدى زيارته لأمريكا عام 1973 قام بتلقين الشهادة لثمانية عشر رجل وامرأة أمريكيين أشهروا إسلامهم على يديه بعد سماعهم القرآن الكريم وتأثرهم به.
بعد رحلة مع كتاب الله الكريم بما يقرب من 55 عاما توفى الشيخ الجليل في 24 نوفمبر عام 1980
المصدر مركز معلومات أخبار اليوم