تؤدي شخصيات الحيوانات في قصص الأطفال دورًا محوريًا في تنمية مهارات الطفل العقلية والاجتماعية، كما كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة بليموث في المملكة المتحدة.
يسلط البحث الضوء على كيفية تأثير هذه الشخصيات على فهم الأطفال للعالم من حولهم، مع نتائج واعدة يمكن أن تُحدث تغييرًا في أساليب التعليم والتنشئة، بحسب ما جاء من ميديكال إكسبريس.
اقرأ أيضأ|أطعمة ومشروبات يجب على تلاميذ المدارس الابتعاد عن تناولها
أظهرت دراسة جديدة أن شخصيات الحيوانات في قصص الأطفال ليست مجرد وسائل ترفيه، بل يمكن أن تكون أدوات تعليمية فعّالة تُساهم في تطوير مهارات الأطفال العقلية، الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين بقيادة الدكتور جراي أثيرتون والدكتور ليام كروس في جامعة بليموث، ركزت على تحليل تأثير الشخصيات البشرية وغير البشرية في القصص على قدرة الأطفال على فهم التغيرات الاجتماعية، مثل نبرة الصوت وتعبيرات الوجه واختيار الكلمات.
تفاصيل الدراسة ونتائجها:
شارك في الدراسة أكثر من 100 طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، وتم اختبارهم على مهارات "نظرية العقل"، وهي القدرة على فهم أفكار الآخرين ومشاعرهم وسلوكياتهم. أُجريت الاختبارات بعد عرض قصص للأطفال تضمنت شخصيات بشرية وأخرى حيوانية.
أظهرت النتائج أن الأطفال الأكبر سنًا كانوا أكثر استجابة للقصص التي تحتوي على شخصيات بشرية، بينما قدم الأطفال الأصغر أداءً متشابهًا عند التفاعل مع القصص التي تضمنت شخصيات حيوانية، وخلص الباحثون إلى أن شخصيات الحيوانات تُعد فعّالة في مساعدة الأطفال الأصغر سنًا على تفسير التغيرات الاجتماعية المحيطة بهم، مما يعزز فهمهم للعالم بطريقة مبسطة وجذابة.
فوائد تعليمية واعدة:
أكد الدكتور أثيرتون أن شخصيات الحيوانات في قصص الأطفال، سواء في الكتب أو الأفلام، لها تأثير قوي يمتد إلى تحسين الفهم الاجتماعي. وأوضح: "هدفنا هو استكشاف الفوائد التعليمية لهذه الشخصيات، حيث يمكن أن تكون أداة فعالة لتعزيز مهارات الأطفال في مراحل نموهم المبكرة".
كما يخطط الباحثون لاستخدام نتائج الدراسة لدعم الأطفال الذين يعانون من اضطرابات مثل التوحد وصعوبات التعلم، يُعتقد أن دمج شخصيات حيوانية في الأنشطة التعليمية قد يساعد هؤلاء الأطفال على تحسين مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية.
تكشف هذه الدراسة عن الأثر الإيجابي الذي تُحدثه شخصيات الحيوانات في قصص الأطفال على تطورهم العقلي والاجتماعي، ومع تزايد الاهتمام بابتكار وسائل تعليمية جديدة، تبرز أهمية استخدام هذه الشخصيات كأدوات تعليمية فعّالة، خاصة للأطفال في المراحل المبكرة أو الذين يواجهون تحديات في التعلم.